مقالات

تهنئة خاصة للمعتقلين السياسيين

المسار نيوز تهنئة خاصة للمعتقلين السياسيين



الدكتور /عمر كابو
يصادف هذا اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك يوم فيه يقبل المسلمون بعضهم على بعض بقلوب صافية تجاوزت الضغينة والحقد والكراهية والبغض وبادرت للعفو والصفح والتسامح والتسامي فوق جراحاتها شعارها :(خذ العفو٠٠)٠
وأنتهزها سانحة أخاطب فيها الضمير الوطني الحي الحر بأن في السجون معتقلين قضوا زهاء الأربعة أعوام بعيدًا عن أسرهم وامهاتهم وأخوانهم وأطفالهم وأحفادهم بلا ذنب جنوه ولا مسوغ قانوني يبرر هذا المكث الطويل خلف أسوار الاعتقال في وقت يصمت العالم وتصمت كل منظمات حقوق الإنسان عن إهدار السلطات لحقوقهم الاساسية فقط لأنهم رموز للإسلام وذاك ما تأباه ضمائرهم الخربة فلم تبد أي منظمة حقوقية تذمرًا أو رفضًا بالعكس ظلوا يوجهون ويخيفون من بيده القرار بألا يطلق سراحهم وهو ضعيف كسير الخاطر ينفذ توجهاتهم وتوجيهاتهم حتى ولو كان ذلك يمثل الظلم والحيف والفساد بعينه..
ولأن الشيء بالشيء يذكر يجب دومًا أن نذكر بحقيقة مهمة أن التحولات العالمية بدأت تتشكل لتفرز واقعًا جديدًا وحقبة جديدة يمكن تصنيفها بحقبة (ما بعد الاستعمار) تتمظهر في تلك الدراسات الكثيفة والبحوث العميقة ضد تحيزات الخطاب الاستعماري الذي اختزل الشعوب والثقافات غير الأوربية والأمريكية إلى أنماط متخلفة معيقة للتطور ترفض الحداثة وتركن إلى الانزواء كان نتيجته أن بدأت محاولات جادة من مفكرين غربيين لإعادة النظر في علاقات الغرب (أمريكا وأوروبا) مع بقية العالم قبل أن تحدث انتفاضة ويخرج المارد من قمقمه فيلتهم الجميع..
هاهي روسيا تبدأ التمرد على الاستبداد الغربي وفي الطريق الصين والهند وتركيا ومعظم الدول الإفريقية والعربية التي لها حضارة وتاريخ وإرادة فهؤلاء جميعًا يتجهون الآن إلى تكوين حلف جديد سيفرض كلمته ورؤاه وقراره ضد الطغيان والاستبداد والغطرسة الأمريكية..
ما يحدث في العالم ضد الاستعمار نعيشه الآن في وطننا السودان حيث بدأ يتشكل وعي جمعي ضد أية محاولة لفرض أجندة استعمارية فالرأي العام يغلي ضد فولكر وخطته الاستعمارية والغبي الأحمق لا يدرك الشخصية السودانية ولا يعرف الإرادة الشعبية التي ترفض أي مساس بالسيادة الوطنية..
لقد أغرته هشاشة الفترة الانتقالية وبدأ يتمدد فارضًا سطوته رأينا ذلك في إطلاق سراح فاسدين استباحوا حرمة المال العام ثم الآن يريد أن يعيدهم إلى المشهد مرة ثانية للقضاء على الجيش وتفكيكه..
أبعد من ذلك يعمل بكل قوة لإبعاد وإقصاء المؤتمر الوطني من الساحة والمعادلة السياسية لأنه يدرك أنه الحزب الفاعل الحقيقي الوحيد الذي يمكن أن يعيد ترتيب الساحة السياسية ويخلق التوازن المطلوب فيها بما له من كوادر مؤهلة وخبرات عملية وقيادة راشدة وإرادة نافذة وتوجه واضح وعلاقات ممتدة مع الصين وروسيا وتركيا يمكن في أقل من شهرين أن تعيد الحياة إلى وضعها الطبيعي أمنا ومعاشا واستقرارا وخدمات٠
ذاك الذي يفسر رفضه الكبير وتعنته في طرح مصالحة شاملة ليظل السؤال الجوهري ماذا يعني عقد مصالحة وطنية دون المؤتمر الوطني؟! لا شىء لاشئ!!وأهم من ذلك أنه وبغبائه المعهود لا يدرك أن إقصاء التيار المعتدل من الإسلاميين يعني تهيئة مناخ ومبرر وحجة كافية لبروز تيارات جهادية تبيح القتل وتعلن الجهاد وتحول الخرطوم إلى حمم بركانية وباحة تفجيرات لن يسلم منها هو نفسه..
من الآخر لن يستجدي المؤتمر الوطني أحدًا للمشاركة في الحياة السياسية؛ فهو حق دستوري كفلته له المواثيق والاتفاقيات الدولية حيث حرية العمل السياسي والتعبير ظل أحد أهم ركيزة يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة..
هاهي قواعد المؤتمر الوطني تجاوزت صدمتها وخرجت من دائرة الإحباط ورتبت وأعدت نفسها للمرحلة القادمة بحيرات مفتوحة عنوانها العريض: السودان للسودانيين وطن يسع الجميع (والرهيفة تنقد)..
كل عام وأنتم بخير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى