مقالات

جنـون عـشق البمـبان

المسار نيوز جنـون عـشق البمـبان

بـقـلم وفـاء قمـر بـوبـا

مسـيرة عنصـرية غاضـبة عـام ٢٠٠٣م تتجـه نحـو القصـر، وأحـد القضـاة هنـاك أمامـها يرفـع يـده ليأمـر الشـرطة بإطـلاق النـار، ثـم في ذات اللحظـة يـأتي عابـراً صدفـة “مـولانا عبـدالله أحـمد عبـدالله”، ويقـدم نفسـه للقـاضي
( مـهارات العـرض والتقـديم والتحـدث أمـام الجمـهور )…

ثـم يخاطـب المتظاهـرين ويطـلب طلبيـن:
الأول: عشـرة مـن المتظاهـرين يمثـلون الكـل ويتحـدثوا باسمهـم..
( أسـاس مـن أسـاسيـات الحـوار النـاجح الفعّـال )

الثـاني: ألا يتفـرقوا حـتى يعـود إليهـم العشـرة هـؤلاء.
(درس من دروس السيـاسـة)

وفـي مكتـبه بعـد إفطـار رائـع يُحـدث العشـرة، ويسـتمع لحديـثهم بحـرص دقيـق ورائـع..
(فـن مـن فنـون التفـاوض)

وعـن هـذا المـوقف أثنـاء أنسنـا معـهُ “رحـمهُ الله” ونحـن نتعـلم مـن “جـامعته المفتـوحة” يقـول مـولانا عبـد الله: عنـدما طلبـت “العـشرة” لـم يكـن عنـدي شـيء، لكـنني كنـت أعـرف أن مـن تُبـدي لـهُ الإحتـرام لا يقـاتل، وإطـالة الحـديث تـذهب الغضـب، ومـن يـذهب غضبـهُ لا يُـطلق النـار..!!
( عـلم العـيافة وهـو مـن فنـون الفـراسة ويعـني الظـن والحـدس والتـوقع والقـراءة)..

والسـؤال الـذي استبـق الحـدث هـذا ( مـاذا لـو أطـلقت النـار ولـم يجـدوا مـن يسمـعهم؟! )..!!
.
.
مـا يُصـيب المـتظاهريـن بعبـث وفـوضى التـظاهـر دونـاً عـن “تحـريض الخـباثة الحـزبيـة، وأيـدي الخـراب الخـفية” هـو أنـهم لـم يجـدوا ولا يجـدون مـن ينصـت ويستمـع إليـهم بـرفـقٍ واحتـرام وتـقـدير حـتى وإن أخـطـأ هـؤلاء الشبـاب فـي التعـبير عـن حـبهم للـوطـن وانتهجـوا غيـر السلمـية وبـذاءة اللسـان مـسلكـاً ..
.
.
ومـا يـصـيب العـسكـر بجنـون عـشق البنـبان ودوزنـة السيـاط والعـصّي المـوسيقيـة هـو استـفزاز مـن بـعض المتـظاهـرين ونكـلهم الشتـائم وبيـان عـدم الإحتـرام لقـوات البـلاد النـظامية..
.
.
ومـا يصيـب الـوطن الآن هـو إنتـشار العـدوى واستفحـال جـراح غـائرة تـفرز صـديداً لـهُ رائحـة كـريهـة نتنـة انتـشرت فـي كـل ربـوع الـوطن فـأصبـح المـصـاب جـللاً..!!
.
.
والسـلام عـليك يـا وطـني الـواعـد بحـلٍ “واعـي” وعـلاج نـاجـع تتـقدم بـه فـي المـشـهد “شخـصية” مهـيمنة بحكـمتها ورشـدها يُـجمـع عـليها الشـعب عـبر انتخـابات حـرة نـزيهـة، “شخـصية” تـوحـد الكـلمـة، وتجمـع الشتـات والفـرقة، وتُـطبب الجـراح بحـوارٍ واسـع شـامل للكـل دون إقصـاء ورؤيـة استـراتيجيـة متبلـورة حـول مصـلحة الـوطـن وفـرض هيبـة الـدولة وسيـادتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى