حكاية شهيد : لازم تموت غاضبون زي ما مات قاسم
قاسم مات لانو انا فشلت اقنعو بعدم جدوى الاشتباك في الحقيقة ، ولانو كضب علي وقال لي خليت غاضبون والاشتباك بعد نقاشات طويلة كانت بيناتنا ، قبل خمسة يوم بالصدفة لقينا علبة البمبان الفي الصورة دي في دولابو . ناديناهو انا وامير يا قاسم انت مش قلت خليت الاشتباك وخليت غاضبون ؟ دا شنو ؟ قال لينا : ااي بس دي علبة قديمة قاعدة عندي وما بتعمل حاجة الا تفك التيلة بتاعتة وتشعلة بي نار وانتو بعدين لازم تغسلو بدينكم بي صابون وهسا ابعدوها من البيت عشان الشفع .. ومشا . دا كان اخر حوار بينا .
قناعتي انو قاسم كتلو الزول البدعو للاشتباك قبل العساكر هو وكتير من الشهداء ، لانو قاسم كان ابسط زول” هادئ الطبع لي درجة مخيفة . قاسم وعا في الدنيا دي ولقا نفسو في القيادة ومع الزمن لقا نفسو في وسط مجموعة فيهم زول شغال ليل نهار بقنع فيهم بفكرة الاشتباك وبسترخص في ارواحم الغالية قصاد الة العسكر القمعية بدون هدف ونتيجة مرجوة . لانو ما عندو اهداف خلاف تفريغ المواكب والندوات وغيرو من محتواهم بكامل وعيو . الشهداء ديل بالذات بعد الانقلاب اغلبهم بتعارفو واصدقاء بنافسو بعض في سبيل الاشتباك والموت لانو قاسم كان عارف نفسو حيموت وكتب كدا في صفحتو . قاسم ضحية زيو وزي الشهداء القدامو ما كتير على ربو ولا علي بلدو احتسبناهو شهيدا عند الله ، ولا حيكون الاخير تاني حيموت قاسم جديد وحيتقطع قلب امو وحتُفجع ناس كتيرة بالفقد والالم .
لازم تموت غاضبون زي ما مات قاسم .