حملة الخداع
بقلم : د.نجم الدين صالح أحمد
سلسلة من المقالات الخادعة تملأ الأسافير وهي حملة منظمة ابتدأت قبل خمسة أيام بمجموعة من الآراء التي تؤيد وجهة نظر جماعة الحرية والتغيير (لا للحرب).
لا للحرب هذه تعد جزءا من فطرة أي انسان ، كيزان برهان ، القوات المسلحة ، المواطنون المغسولة أدمغتهم ( كما تدعي الحرية والتغيير)، بالإضافة لملايين ممن يدفعون ثمن إعتداءات الدعم السريع ، والتي تشمل التهجير والقتل وكسر كرامة المواطنين وسلبهم كل شئ ، بل قل ان ذلك هو رأي الاغلبية الساحقة للشعب السوداني ، فهؤلاء جميعا يتمنون وقف الحرب. اذن ما هو وجه الاختلاف بين هؤلاء جميعا والحرية والتغيير كجهة اعتبارية سياسية .
الإختلاف هو أن جميع من ذكرت يوصفون الحرب بانها بين شعب وجيشه ضد مليشيا متمردة خائنة غدرت بهم جميعا ، لكن الحرية والتغيير تصف الحرب بأنها بين طرفين عسكريين.
الأمر الثاني هؤلاء جميعا يتمنون هزيمة هذا التمرد بل وسحقه ردا لاعتبار إستهانة الدعم السريع بمؤسسات الدولة والقوات المسلحة بل ومجموعات سكانية كبيرة كونهم هم القاعدة الشعبية لما يعرف بدولة الشريط النيلي في خطاب عنصري بغيض، والحرية والتغيير لا تتمنى انتهاء الحرب بهزيمة الدعم السريع.
هؤلا جميعهم دون أستثناء يقبلون حلا سليما يبنى على حد ادنى من التنازلات في نقطتين أساساسيتين
الاولى لا كيان مستقبلي للدعم السريع كتنظيم عسكري وقطعا ولا سياسي لانه غير مؤتمن.
الثانيه لا مستقبل عسكريى لقيادته مع محاسبتهم على الجرائم التى ارتكبوها.
هذه الحدود الدنيا تتيح تسريح القوات وان ثبت صلاح بعضها ورغبت في الانضمام للقوات المسلحه تصبح مثلها مثل اي مواطن سوداني وتخضع لنفس معايير الانضمام للقوات المسلحه وهي ايضا تتيح لقياده الدعم السريع ان اثبت براءتها من الجرائم او تم العفو عنها ان يكونو مواطنون لهم الحق في ممارسه حقوقهم بعد ان تستكمل العداله طريقها في المحاسبه. لكن الحريه والتغيير حدودها الدنيا هو رجوع الدعم السريع باتفاق عسكري سياسي لوضعه كما هو قبل الحرب وبقادته العسكريين وبدوره السياسي كما نصت مشروع اتفاقيه الاطاري دون مراعاه لفقد الدعم السريع لمصوغات بقائه بعد الجرائم التي ارتكبها في الحرب والمنطلقات التي يتكلم عنها كمبرر للحرب وفي ظني فان هذا تقدير خاطئ. اما الامر الاخر فهو الموقف من توصيف الحرب وهذا لعمري في تقييمه ليس تقديرا خاطئا وانما خيانه لمشاعر شعب كامل تم الغدر و التنكيل به في براعه مبررات توصف المشهد بانه صراع بين طرفي نزاع بل ومضى الامر في تقبل فكره هزيمه الجيش وأنها لا تعنى هزيمه الدوله السودانيه ولاتعني مسمار نعشها و تفكيكها وانه لعمري يأتي في صياق العزه بالأثم.
لن تتوقف المكنه المنتجه والمبرره لمثل هكذا اراء وهي ممنهجه ومدفوعه سياسيا ولا تأتي عفويه مثلها مثل الحمله الموجهه من قبل التيار الاسلامي لشيطنه الحريه والتغيير غير ان الاسلاميون الان في خندق المشاعر الجمعيه للشعب السوداني والحريه والتغير في معزل عن الجماهير وستواصل مكنه المقالات والاحاجي العاطفيه لكتابها وسياسيها بغرض اقناع الجماهير بهذه الحجج ليس بحثا عن حل للازمه السودانيه وانما استردادا للارضيه الجماهريه التي فقدتها لانها تعلم يقينا ويعلم كل الشعب السوداني ان هذه الحدود الدنيا لن يقبلها الدعم السريع وانه لن يرضى كحد ادنى الا ما ما وافقت عليه الحريه والتغيير وهو الاتفاق الذي يبقيها لتستمر حاكمه شريكه منفرده بامكانياتها وسلطاتها لفتره زمنيه يرونها مناسبه ومعقوله وعندها ستكون لا للحرب ونعم للاتفاق التي ترفعها الحريه والتغيير شعارا اجوفا لا يرمي وباعتبار حسن النوايا الا بموقف مذل ومهين للشعب السوداني ولقواته المسلحه بل وتمهد لهؤلاء الغدارين ان ينقضو على الدوله السودانيه برمتها متى ماسنح لهم ذلك على عقليه الرعويين التي تؤمن فقط بالقوه لتحقيق أغراضها.
اخيرا تمنيت ان تعلن الحريه والتغيير انها تقبل الحوار مع الجميع وصولا لحل مشكله السودان لان الحرب حدث استثنائي يلغي جميع القيود الضيقه التي يتعارك فيها الحزبيون اثنا فتره الصراع في فترة السلم. اما بعد الحرب فلا شئ يستحق وليس يعني هذا قبول المؤتمر الوطني كشريك سياسي في اداره الفتره الانتقاليه ولكن على مبدأ قبول كل سوداني يملك مقومات الجهه السياسيه الفاعله ان يشارك في حل الازمه السودانيه بل وان يعلنو انهم لن يتقدمو لاداره الفتره الانتقاليه ان وضعت الحرب اوزارها وانهم سيوافقون على اي جهه مستقله محايده لادارتها.
لكني وكثيرون نعلم علم اليقين انهم لن يقومو بذلك لانهم متعطشون للعوده للحكم اكثر من الرغبه في المساهمه لحل الازمة السودانية .