حميدتي – الدعم السريع والحزب
الطريق الثالث – بكري المدني
بعض أخبار الأمس حملت ان السيد محمد حمدان دقلو (حميدتي)اشار الى عزمه تكوين حزب سياسي وان صح تأويل ما قال حميدتي يكون الرجل قد وضع قدمه في الإتجاه الصحيح للسير وساهم مع آخرين فى قيادة البلاد فى هذا الإتجاه
لفد كتبت غيرما مرة مناديا السيد حميدتى بضرورة فك ارتباطه وارتباط أسرته بقوات الدعم السريع وتحويل ادارتها المباشرة والكاملة للدولة للتقرير بشأنها على ان ينصرف هو للنشاط المدني منافسة للآخرين فى حكم السودان وهو يحظى بفرص شخصية واجتماعية كبيرة تأهله للمنافسة السياسية
لن يستطيع القائد حميدتى الاحتفاظ بقيادة قوات الدعم السريع والمنافسة على حكم السودان عبر عملية سياسية طبيعية ولن يستمر هذا الوضع الانتقالي الاستثنائي كما انه من الصعب حكم السودان بالدعم السريع من خلال عمل عسكري خاص
إن كانت شراكة قيادة الدولة الحالية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع محكومة بنهاية الفترة الإنتقالية فإن علاقة القوتين نفسها تحتاج إلى معالجة والى مراجعة تتوافق مع تواضع جميع الفرقاء السودانيين على تكوين جيش واحد للبلاد
ان مكاسب السيد محمد حمدان دقلو في العمل السياسي أعظم بكثير من استمراره في قيادة قوة عسكرية أنشأت في ظروف استثنائية والنظام الذي أنشأها نفسه قد ذهب بمؤسساته التى اجازتها وقد ساهم القائد حميدتى في إسقاط ذلك النظام بكل مؤسساته عندما أختار الانحياز للتغيير
تقوم مكاسب السيد حميدتي في العمل السياسي من خلال المزايا الشخصية التى ظهر بها كزعيم يجيد الإدارة والقيادة والخطابة السهلة المباشرة والشجاعة في المواقف والأقوال وتقوم مكاسبه الاجتماعية على الثقل الأهلي الكبير الذي يتمتع به من خلال القاعدة الاثنية الكبيرة في دارفور التى ينحدر منها والتى هي بلا شك رصيد سياسي وانتخابي له
في الآونة الأخيرة انفتح السيد حميدتى على مناطق السودان المختلفة وشكل علاقات جيدة مع زعامات ومجتمعات في الشرق وفي الشمال رأت فيه حليفا سياسيا استراتيجيا وفي الخرطوم نجح حميدتى فى موالاة مجموعة مقدرة من شباب الثورة الفاعل في الأحداث
استطاع القائد حميدتى أيضا اختراق الكثير من المجتمعات من خلال العمل الطوعي والإنساني وأنشأ ورعى لذلك عددا من المنظمات منها منظمتي (أيادي الخير )و(ساهل) كما ان الرجل لم يغفل توطيد العلائق بينه وبين منظومات المجتمع الأهلي ممثلة في الإدارات الأهلية والطرق الصوفية
لن يعدم السيد محمد حمدان دقلو فرصا حال إنشائه حزبا سياسيا بالتحالف مع قوى سياسية موجودة على الساحة بل ربما سعى إليه بعضها لم يتوافر إليه من إمكانيات مادية وبشرية
خلاصة القول ان فرص حميدتى فى العمل السياسي كبيرة حال اتجه فعلا إلى تكوين حزب سياسي وتخلى عن قوات الدعم السريع وقيادتها للدولة وعمل مع قيادة الدولة السياسية والفرقاء جميعهم على ضرورة تكوين جيش واحد للبلاد واتجاه الجميع للعمل السياسي المدني
نقطة سطر قديم – الدعم السريع سيضع نهاية حميدتي والحزب سيشكل البداية له !