خطاب البرهان .. ليس بالإمكان أنسب مما كان
عمار العركي
قدم السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، خطاب السودان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ال 77
- الخطاب، وبالنظر للظروف والعوامل والحيثيات و التحديات السياسية الداخلية والخارجية – جاء محققاٌ نسبة عالية من التوفيق والإيجابية فاقت التوقعات المتفائلة ، وبالمقابل أحبطت كثير من الفئات السياسية المعارضة و المناوئة التى كانت تتمنى سقوط وفشل البرهان وأن يعود خائبا وهو حسيراً – هذا إن خاب ظنها و عاد – حتى وان كان ذلك خصماً على مصالح وإستقرار السودان ، ” وليت قومى يرتقوا ويترفعوا من اكل السودان”
- البرهان ومن خلال مضامين ورسائل الخطاب – والذى يُوحى بذكاء ونجاعة وخبرة لجنة إعداد، الخطاب – تمكن الإنتقال سريعا وبمرونة يحسد عليها من خانة دفاع الرئيس العسكرى الإنقلابى إلى خانة الرئيس السياسى المحنك الذى، يتحدث بلغة المنطق الموضوعى ، والمواضيع المنطقية.
- الخطاب أكد وطمأن الجمعية على إلتزام السودان بما “يشغلها وتقلق بشانه” وهو العمل على استدامة السلام وتعزيز آليات الانتقال السلمي وصولاً لتحول ديمقراطي كامل عبر انتخابات عادلة ونزيهة وشفافة، تقود إلى حكم مدني يمثل كافة السودانيين ،
- الخطاب اوصل العديد من الرسائل الإيجابية المهمة المتعلقة بقضايا اساسية واستراتيجية ، اضافة الى اثبات أن السودان ورغم تثمينه وتقديره وامتثاله للمبادئ والتوجهات الأممية ، وإيفائه بإلتزاماته وتعهداته ، مقابل تقصير وتقاعص أممي وإقليمي حيال الإيفاء بتعهداتهم وإلتزاماتهم على كافة المستويات بدءَ من الامم المتحدة، الاشقاء ، الأصدقاء ، وصولا للشركاء ومنظمات المجتمع المدني.
- خلال الخطاب طاف علي مجمل الأوضاع والتطورات في السودان مقدما تنويراً – سريعاً ونشيطاً – راعى بين الشمول والاحاطة وبين الاختصار والمدة الزمنية للخطاب والمحددة بريع ساعة.
- إستعرض البرهان دور السودان فى محيطه الإقليمي وإسهاماته المباشرة والغير مباشرة والمؤثرة فى الوصول للإستقرار والسعى المستمر فى رعايته واستدامته على الرغم من التحديات والمعوقات الداخلية ، لكنها لم تقعد السودان عن واجباته والتزاماته وتعهداته الأممية والإقليمية بالعمل على تحقيق والحفاظ على الأمن والسلم الإقليمى والدولى
- الفقرة أعلاه مقرؤة مع دور السودان حيال القضايا الأساسية المشتركة وإسهامه في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وانتشار السلاح واستقبال اللآجئين…. الخ ، في ظل تلك التحديات وتقاعص المجتمع الدولى ، كانما يقول الخطاب للجمعية ان كان السودان يقوم بهذا الدور منفردا دون دعم ومساندة ، فما بالكم إن تقدمتم بالدعم ، او على الأقل أوفيتم بإلتزاماتكم وتعهداتكم المعلنة والمتفق عليها.
- وايضا ان الخطاب تطرق الي المبادرات الوطنية للحوار، التي تنخرط فيها قوى سياسية واجتماعية وشبابية إلى جانب الموقعين على اتفاق جوبا للسلام، من أجل الوصول الي توافق يسهل الانتقال الديمقراطي بالبلاد، والتى.جآءت فى أعقاب إعلان القوات المسلحة إنسحابها من عملية الحوار وإفساح المجال للسياسيبن والمدنيين للتشاور والتوافق فيما بينهم
وهنا وبعد أن إطمان البرهان أن رسائل الإطمئنان قد وصلت وأدت دورها ، وزاد عليها بأن البعثة الأممية برئاسة فولكر بيرتس وتعاون الحكومة التام مع البعثة الاممية المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان (يونيتامس) ، لتنفيذ مصفوفة مطلوبات الفترة الانتقالية حسب قرار تشكيلها رقم (2524) من العام 2020م ، ولكنها رمى “بسهم طائش ومقصود “. جهة بعثة فولكر ولجنته الثلاثية التى كان لها دور سالب ومعيق ، وهذا في تقديري رسالة “لفوكر ” عسى وأن يستقيم ، ورسالة للجمعية “كرواب وفتح أضان ووضعها فى الصورة حال أى مضاعفات مستقبلية.
- كذلك ذهب البرهان الى “التأكيد على مواصلة التعاون مع قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقته في أبيي(اليونسفا).
ودعوته للأمم المتحدة على أهمية التضامن الدولي والعمل المشترك متعدد الأطراف وتفعيل آليات التعاون بين الدول لمجابهة التحديات العالمية الماثلة، مؤكداً إلتزام السودان بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لسنة 2030. - اما فيما يتعلق بشأن إصلاح مجلس الامن، فكان البرهان واضحا وصريحا ، واصطاد عصفورين بحجر واحد ، مغازلا الاتحاد الافريقي كمرجعية ومنصة انطلاق ، ومبرزا موقفا حاسما ومستقلا مستندا على تلك المرجعية ، حين قال ان السودان يتعاطى حيال ذلك الاصلاح ضمن الموقف الأفريقي المشترك ، ولمح الى بعض مواطن الإصلاح المطلوبة داخل مجلس الأمن بكل شفافية ودون مؤاراة.
- من جهة أخرى ، اتوقع “للمناوئين والمشاترين” يعملوا ” رايحين ” ، ويخلعوا بدلة البرهان الزرقاء المشاترة عنه ،،، ويلبسونه حديث ناطقه الرسمى ” أبوهاجة” والذى لم يأتى فى الصياغ حسب تصريحات “ابوهاجة” ؟؟ ،،، وعلى الرغم أن ما وعد به ابوهاجة” يعد خطاب ” إعتزاز وتفاؤل ثورى وحماسي” ليس المكان مكانه مباشرة نصاً في متن الخطاب، ، ولكنه غير مباشر روحاً بين سطور الخطاب .
خلاصة القول: الخطاب في مجمله مهم وإيجابى جدا – وإن لم نتناول كل الإيجابيات – نحسبه من الخطابات المهمة والفاعلة جدا قياسا بالظروف الإستثنائية والتحديات المحيطه “بدولة ورئيس” الخطاب ، ونتوقع أن يجد،الخطاب صدي و توقفا وتأملا. من قبل المخاطبين به نسبة لكونه جاء مخالفا لتوقعاتهم ومغالطا لتقاربر ومعلومات على ضؤ كانت هنالك صورة ذهنية خاطئة عن السودان وأوضاعه ، مما يشير الى،توقعات مستقبلية بحدوث اختراقات كبيرة وإنفتاح إيجابى حيال علاقات السودان بالمجتنع الدولى فى اتجاه استقراره وتحقيق جملة من مصالحه الإستراتيجية ،،، وهذا ما نتمناه