خيبات “قحت” والسعي لإرباك المشهد : المصادر المستترة ؛ الحياء أم الخشية ؟
يعلمك طول المراس مع الأخبار أنها نقل الأحداث أو الأقوال شريطة الموثوقية التامة القائمة على حرفية لاتقبل سماجات من شاكلة “وقال مصدر .. وأضاف المصدر .. ونقلت مصادر …” ، مع الصمت عن تسمية ذلك المصدر الخرافي “ود ام بُعُلُّو” .. وهل يتحاشى من يصرح بذلك ذكر اسمه أو حتى حزبه عن خشيةٍ أم عن حياء من السياق الكذوب ! .
وكل ذلك الضخ من مركزي قحت هو في سياق متاهةٍ تراوح بين السعي لإرباك الساحة المنهكة أصلاً نحو مزيد من الإنهاك وإسدال المزيد من الغموض على المشهد من ناحية ؛ ومن ناحيةٍ إخرى محاولة صب ماء الحياة على جيفة أحلامٍ تواهى نبضها وتقطع عشم إعادتها للحياة رغم كل مساعي التنفس الصناعي .. ذلك هو تلخيص نشاط إعلام قحت منذ أن أطاحت بها قرارات البرهان بتأريخ الخامس والعشرين من اكتوبر المنصرم .
وشأن ذلك كافة التخرصات تجاه ترتيبات الحكم الانتقالي والقول بتسليمه بالكامل لقحت لتعيد خلاله خبث السنوات الثلاث المنصرمة ، وتعدو على القضاء والجيش والخدمة المدنية والقيم الحاكمة ، وتقرب من تقرب ، وتقصي كل آخر يناهض فكرها القبيح المثقوب .
ويمضي أغرار قحت يغضنون المتاهة عبر إيفوريا زائفة جراء رسائل البرهان عبر خطابه الأخير في حطاب ، ويتناسى التكوين الخديج أن ما ورد في الخطاب هو ذات المضامين التي أكد عليها الرئيس في كافة مخاطباته منذ الخامس والعشرين من اكتوبر وملخصها ؛
- الرفض المطلق لمساعي تفكيك الجيش أوالتدخل في شؤونه من أي قوى سياسية سواء كانت المحافظة أو اليسار الليبرالي بقيادة قحت .
- وقوف الجيش على مسافةٍ واحدة من الجميع .
- ترك المضمار السياسي للقوى السياسية شريطة التوافق .
- استبعاد المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية من الفترة الانتقالية
- ثم تفاهمات ومبادرات ، بيد أن الجيش غير ملزم بمبادرة بعينها تقدم من كيان بعينه وتفرض على الآخرين .
- الجيش مستعد لكل السناريوهات من أعلى هرمه وحتى قواعده .
وربما أن عوام الإسلاميين قد استفزتهم لغة البرهان في مطالبتهم بالابتعاد عن الجيش وعن الفترة الانتقالية ، بيد أن قياداتهم تعي جيداً أن رسالة البرهان هي محض تقرير واقع شأن تحذيره من مساعي تفكيك الجيش الذي هو بالضرورة موجه لقحت . من هنا ، وخلافاً للغة العوام ، جاء رد فعل قيادات المؤتمر المحلول والاسلاميين متعقلاً ومدركاً للمضامين .
ويبقى أن النسج على نول سراب الأمنيات بتحشيدها على أنها من مصادر هو من قليل مدخر قحت الهش الذي تروجه في أوساط قواعد شحيحة ومغيبة وتعاني من التساقط اليومي كما أوراق الأشجار ذات شتاء تعاين ذروة زمهريره على مشارف ديسمبر .