دبلوماسية ناجحة
لا تدار الأمور عفو الخاطر وكل خطوة لها موضع وكل أمر يكون مدروس ومحسوب العواقب وما نداءات قائد الجيش البرهان المتكررة إلا أنها صادرة من بصر ثاقب وبصيرة نافذة وحكمة بالغة وكان قدره أن قاد البلاد في ظرف عصيب تغلي فيه المراجل وتفور فيه الفتن وتكثر فيه الإحن ، وكم من شاتم وكم من مسئ ولكنه خلق لعظائم الأمور واضعا أمن الوطن في حدقات العيون يلملم في أطرافه المنفلته وأمور كثيرة أثقلت كاهل الجيش وقائده لكنهم كانوا لها فأداروا الدفة بحكمة ونجاح حين نجحت الدبلوماسية السودانية في شرح موقفها للعالم وما حضور قمة الدبلوماسية الأمريكية وسفيرها الذي غاب عن السودان عمر جيل يعد هذا نجاحا فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر وكان السودان والولايات المتحدة في شد وجذ وعلاقات متوترة حتي وصلت قمتها في التوتر وضربت أمريكا بصواريخها الخرطوم ثم برود دام عدد سنين وهاهو اليوم السفير الأمريكي واصلا الخرطوم وداخلا القصر مقدما أوراق إعتماده وهذا نجاح للدبلوماسية السودانية في حد ذاته وقد خاب الذين يظنون أن الولايات المتحدة رهن اشارتهم وتبني علاقاتها بالعواطف ولا يدرون لجهلهم أن العلاقات بين الدول تبني وفقا لمصالحها وتقف مع القادر علي حماية مصالحها والمصالح المشتركة بين البلدين التي لا تخضع لمزاج الأفراد ولا بنات أفكارهم بل خطوات مدروسة ومحسوبة تقوم علي المنافع والمنافع المشتركة المتماشية مع المواثيق الدولية والمحترمة لسيادة الدول والحافظة لحقوق الانسان ، هذا وقد كان قائد الجيش الفذ واضحا بأن الجيش قد خرج من السياسة وذهب الي مهامة التي من أجلها قام متعهد بحماية الوطن وحاميا لحدوده وحراسا لمكتسبات الشعب وعلي القوي السياسية ملأ هذه المساحة إن آنست في نفسها الكفاءة، فقد قالها القائد الحصة وطن ، فلنقبل جميعا ونسمو فوق الجراحات ونضع الخلاف والإختلاف جانبا ونتوافق علي الحد الأدني حتي تمر الفترة الإنتقالية بسلام وصولا إلى إنتخابات نزيهة وشفافة وتحقيقا الي شعارات الثورة حرية سلام وعدالة وإقامة دولة المواطنة التي يحلم بها الشعب والدولة المدنية التي من أجلها كان الشهداء فلنكن يد واحدة من أجل وطن تتحقق فيه كل القيم التي ناضل شعبنا من أجلها
شندقاوي
