دياركم حلوه أرجعوا ليها !!
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
كل الكتل السياسية بعد سقوط البشير حدث لها تصدعات وتشققات ، لم تخلو أي جهة من هذا المرض !! ، أبناء الأمام الراحل ليسوا علي قلب رجل واحد فيهم المتوازن وفيهم الذي انساق وراء أهل السلطة والجاه ! وفيهم من يشرك ويحاحي !! وفيهم وفيهم ، الأمام الراحل مايميزه أن كل قبضة حزب الأمة كانت في يده اليمني ، يلوح بها إن أراد…. ويرفض بها ويهادن بها ويعرف تماما كيف يقيس الأمور السياسية بالملِ ويضعها في نصابها ، الآن حزب الأمة مفكك الاوصال لايجدون اتباعه الرجل الشامل الذي يمكن أن يوحد المتخاصمين ويلم الشمل
البيت الختمي ظهر فيه خلاف في الأسرة سياسيا وانكشف ذلك جليا بعد وصول طائرة الزعيم الميرغني مطار الخرطوم ، هذا الوصول الذي وجد صدي سياسيا ومجتمعيا كبيرا ، وصنع وزنة سياسية وقطبا كبيرا لا يمكن تجاوزه، إلا أن خلافات داخل البيت ظهرت ، جمد نشاط الأمين السياسي لحزبه لكن الآخر لم يلتزم بالقرار ، ووقع هو وأخاه علي الإطاري في حين رفضه السيد الزعيم ، ولازال يواصل نشاطه كاامين سياسي، لكن برغم ذلك لم يكن لهذا المسلك تاثيرا يذكر ، السيد محمد عثمان الميرغني يتمتع بشعبية ضخمة ويتمتع بسمعة سياسية طيبة بين كل الأطراف كيف لا…. وهو زعيم صوفي متجذر الفكرة وثابت العقيدة وله مواقف وطنية يشهد لها التاريخ ، منها رفضه للتسوية التي تم التوقيع عليها وأنها لاتمثل القبول الشعبي الكبير الذي يريده وطرحه في مبادرته ، إذن الرياح التي تعصف هنا وهناك من داخل البيت الختمي وخارجه لاتهز شعرة فيه لكن هي غير كريمة في حزب أصيل كبير
هذا الداء العضال أيضا أصاب الإسلاميين ، البينونة الكبري التي حدثت في عهد البشير والتي قادها الراحل الترابي بتكوين حزب له بإسم المؤتمر الشعبي وخروج غازي صلاح الدين من اللمة ، هنالك صراعات داخلية تحدث بين الإسلاميين كل مرة لكن ما يميز الاسلاميين أن الصراع إن تم يسعون بسرعة للملمته وهم أهل أدب في الإختلاف وإن اختلفوا يحترم القائد عندهم وتكون كلمته مسموعة ويمكن أن يصدر تعليمات في هذا الأمر يلتزم بها المتخاصمون ، الاسلاميون الآن إذا نظرنا إلي حجمهم بين الكتل السياسية نجدهم أقوياء ويتمتعون بقاعدة عريضة ولو قامت إنتخابات بلا شك هم الكاسبون
أما عن قحت التي تشظت بدلا من أكثر من ثمانون جهة سياسية كانت تشكلها الآن انكمشت وتقلصت إلي( واحد ونص ) حزب ليس لها قاعدة عريضة لكن صوتها عالي وتحظي بقبول دولي كبير ، قحت قبل فترة خلت طلقها الحزب الشيوعي وطلقها حزب البعث طلاقا لارجعة فيه برغم من كثرة الأجاويد والوسطاء لإثناء الحزب عن ذلك والتوقيع علي الإطاري الذي تم رفضه جملة وتفصيلا ، الحركات المسلحة أيضا حدث لها انشقاقات كل مرة نسمع أن الكمرد الفلاني فرز عيشته من بيته ، معظمهم شكلوا الكتلة الديمقراطية التي رفضت الإطاري أيضا
الذي يقيم ويحلل المشهد السياسي ويقيسه بالميزان الحساس يجد أن جهة ما تحرك هذه اللعبة القذرة لعبة الصراعات والتصدعات التي تحدث في الكتل السياسية التي ذكرتها انفا من أجل اضعافها وتكون لا قوة لها بحيث يسهل التقامها بطريقة سهلة ، وتسعي لعدم إتفاق اهل السودان إلي كلمة واحدة وتحاول جاهدة لعمل مزيد من التصدعات الأخري
الأمر جد لخطير إن لم يسخر العقل والتعقل في معالجة الصراع ، فيا اولاد الأمام الراحل امشوا في طريق ابيكم وكونوا علي كلمة سواء و يا أبناء الزعيم الختمي مولانا محمد عثمان الميرغني أقول لكم : دياركم حلوة أرجعوا ليها …ويافرقاء : اتحدوا من أجل الوطن ومن أجل الكلمة الواحدة التي تاتي برضا الجهات المختلفة ، نحن نريد ممارسة سياسية تنبع من قواعد شعبية ، قال الشاعر :
تابي الرماح إذا اجتمعن تكسرا …..وإذا افترقن تكسرت آحادا.