أخبار سياسية

سبتمبر مابين الاستقلال والثورة

المسار نيوز سبتمبر مابين الاستقلال والثورة

محمد المعتصم حاكم يكتب

تحقق استقلال السودان بالكفاح والنضال المشترك ووحدة الصف الوطني وتعثرت ثورة سبتمبر المجيدة بسبب الخلافات والصراعات والإقصاءات السياسية التي ترتكز على الحزبية الضيقة وخطابات الكراهية والجهوية والمصالح الذاتية بعيدا عن قضايا الوطن والمواطنين
كان إعلان الاستقلال المفاجئ من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر عام 1955 حدثا تاريخيا فريدا ادهش كل دول العالم بما في ذلك دولتي الحكم الثنائي مصر وبريطانيا التان رفضتا حق تقرير المصير الذي طالبت به كل جماهير الشعب السوداني وعلى رأسهم مؤتمر الخريجين برئاسة الرئيس اسماعيل الأزهري و زعامة مولانا السيد علي الميرغني بجانب الحركة الاستقلالية لحزب الأمة بزعامة السيد عبد الرحمن المهدي والسادة الإشراف بقيادة الشريف يوسف الهندي ورفضا لتقرير المصير الذي طالبت به تلك الإعدامات التاريخية وافق الحكم الثنائي البريطاني المصري على الحكم الذاتي عبر انتخابات لجمعية تأسيسية والتي أجريت في عام 1953 ونال أغلبية المقاعد بها الحزب الوطني الاتحادي مما أهله لتشكيل حكومته منفردا وتلاه حزب الأمة وثلاث مقاعد للجنوب وكانت المفاجأة الكبرى بعد ذلك حينما تم اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان بإجماع كل الأعضاء وطالب إسماعيل الأزهري دولتي الحكم الثنائي بالإعلان رسميا عن الاعتراف بذلك القرار وقد كان له ما أراد حيث قام برفع علم السودان رسميا في الأول من يناير عام 1956 عبر تضامن وطني رائع حينما شارك ممثل حزب الأمة محمد أحمد محجوب في رفع العلم مع الرئيس الأزهري بعد إنزال علم المستعمر البريطاني اننا اليوم أمام امتحان عسير ما بين الوطنية التي جسدها الرعيل الأول بالنضال المشترك بين كل القوى السياسية والتي تضامنت واتحدت وصولا إلى ذلك الاستقلال المجيد فتلك الدروس التاريخية تحملنا جميعا مسؤلية الحفاظ على ذلك الاستقلال رافضين لأي استعمار جديد أو تدخل خارجي في شاننا السوداني بل يجب على كل القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح ومنظمات المجتمع المدني أن تهتدي بسلوك ومواقف الرعيل الأول بأن يكون الوطن فوق الجميع والأولوية للشعب السوداني وصولا للاستقرار والتنمية والسلام العادل والديمقراطية المستدامة وعلى الصعيد التربوي يجب أن تتضمن مناهجنا الدراسية من الابتدائية وحتى الجامعة تاريخ السودان الحديث وكيف تحقق الاستقلال وثورة 1924 بدلا من تلك الموتمرت الصحفية والأحاديث المتكررة كما يجب أن نقيم الندوات والمحاضرات للشباب في الأحياء وتعريفهم بتاريخ أجدادهم وأيضا تمليكهم المعلومات حول مواثيق الأمم المتحدة خاصة تلك التي تتعلق بالإعلان الدولي لحقوق الإنسان واحترام الرأي والرأي الآخر وعلى صعيد قضايا الوطن من هنا أناشد كل مجموعات قوي الحرية والتغيير والأحزاب السياسية وأصحاب المبادرات وكذلك الأخ عبد العزيز الحلو والأخ عبد الواحد محمد نور أن يكون للوطن الأولوية القصوى في اجندتهم الحزبية حتى نستعيد استقلال السودان الذي صار يواجه مخاطر الانقسامات والصراعات القبلية وذلك لغياب التضامن الشعبي ووحدة الصف الوطني

القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى