صحفية من نيو يورك تايمز
ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
amff95@yahoo.com
صحفية أمريكية شهيرة بصحيفة «نيو يورك تايمز» قالت، إنها حينما تقع في مرمى نيران ثقيلة بين الجمهوريين والديمقراطيين كل طرف ينسبها للآخر، ويحاكمها كعدوٍّ، تشعر بالسعادة لسلامة عافيتها المهنية وصواب موقفها الأخلاقي، إذ أنها بذلك تقف في المكان الصحيح، وتُصاب بالقلق إذا رضي عنها طرفٌ منهما كامل الرضاء!!! انه هو الاعلام المحايد الاعلام الذي غايته ان يملك المعلومة الصحيحة والسليمة، انه الاعلام المهني الرسالي الذي يحمل المصداقية في نصب عينيه وليس الاعلام المائع اعلام المصالح واعلام الفتن الذي يثير الضغائن والاحقاد بين فئات المجتمع وليس الاعلام الذي كل همه مصلحة هذا الحزب او ذاك الكيان او تلك الجهة الاعلام الحقيقي ان يكون همه الوطن من خلال بناء سور حصين بلبنة من ذهب ولبنة من فضة مرصوفة باستواء واستقامة في جدار الوطن محفوفة بالمصداقية والشفافية والدقة والامانة في نقل الاخبار بحيادية ومهنية، وبكل تأكيد ان نجاح الاعلامي سوف يتم بمقدرته على الخروج من أفواج القطيع المروض، لابد ان يكون الصحفي والاعلامي جامح مثل حصان البرية الغير مروض يتحلي بعزة النفس والقوة والطموح والحرية لايرضي ان يوضع علي ظهرة سرج وفي فمه لجام حتي ينقاد ذليل اينما يوجه لابد ان يسير الاعلامي في الطرق القاسية الوعرة بل شديدة الوعورة لان الطرق المرصوفة الممهدة سوف تقوده الي مئالات اخري وتنحرف بالصحفي والاعلامي عن مساره الذي يفترض ان يسير فيه، ان جوقة العزف اوأوركسترا النوتات المحفوظة وفق سلم موسيقي او مقامات محددة ، لن تضيف له بل سوف تخصم من رصيده المهني وضميره الانساني لابد للاعلامي من التفرد بمواقف ورؤى تُعبِّر عن قناعاته الشخصية الملتزمة بمصلحة مجتمعه ووطنه، ومايؤمن به من افكار ولا يتأتي ذلك الا بتوفير المعلومات الصحيحة ومناصرة الحقائق، والتعبير عن قناعاته دون حسابات ومصالح شخصية، او مصالح وتوجيهات حزبية ضيقة والاهم ان لا يتواطأ مع أية جهة لخداع القارئ، سواء كان ذلك حزب او كيان سياسي او ديني حتي ولو كانت الصحيفة او المجلة او الاذاعة او القناة التي يعمل بها.