صلاة الدعم السريع – الصلاة على النبي ولكن !
بكري المدني
تابعت أغلب التعليقات على صور نشرت لصلاة قوات الدعم السريع للعيد في منطقة كرري العسكرية وكانت التعليقات في أغلبها تعبر عن قلق كبير !
لقد تفهمنا من قبل السياق الذي نشأت فيه قوات الدعم السريع من حيث الظرف الزماني والمكاني وثمنا غاليا ولا نزال الدور الكبير الذي لعبته هذى القوات في حماية البلاد وانحيازها لإرادة الشعب السوداني للتغيير الكبير في أبريل العام 2019م وسبق أن تصدرنا قائمة المدافعين عن هذه القوات في هذا الظرف وذاك ولكن – ولكن هذى لم لا تدعني -؟!
ان مبعث القلق اليوم وغدا من مظهر قوات الدعم السريع أمس هو تعبيرها الجاري عن مشروع جيش موازي على طريق التكوين وليس فقط جيش احتياط ومع ذلك لا ندعو لحل قوات الدعم السريع كم جرى القرار بحل قوات هيئة العمليات التى كانت تتبع لجهاز الأمن والمخابرات الوطني وتم إهدار قوة شابة ونوعية كان – مع الترتيب -يمكن الإفادة منها كثيرا ولا ندعو كذلك الى دمج الدعم السريع في الجيش فهو قوة أكبر اليوم من ان يستوعبها الجيش ككتلة واحدة كاملة وإنما نرى الأوفق في الخطوات التالية
الخطوة الأولى /قيام السيد محمد حمدان دقلو بتسليم الدعم السريع للقوات المسلحة وللدولة – تسليم مفتاح -وانصرافه بالكامل للنشاط السياسي والإسهام المتصل في إدارة الدولة من خلال موقعه الحالي في المجلس السيادي وأي موقع تالي يحصل عليه بالإنتخاب أو الإختيار مستقبلا والرجل حقيق بذلك على ما قدم للدولة والثورة ولما يختص به من قدرات سياسية وإدارية
الخطوة الثانية /قيام قيادة القوات المسلحة بتصريف أمر قوات الدعم السريع بما يجعل منها جيش احتياط غير مفرغ يمثل بنسب مقاربة كل أهل السودان وان تكون الرتب العسكرية القائدة لهذه القوة خالصة للجيش من خريجي الكلية الحربية وليس القيادة المشكلة على نحو من الترميز التضليلي القائم اليوم
إن لم يقم السيد دقلو بالخطوة الأولى فلا أحد غيره ولا بعده يستطيع ذلك وأحسب أن الرجل من الوعي والاستقامة الوطنية بما يجعله يقدر المصلحة العليا للبلد وعلى الدولة ان تحفظ له حقه الكامل فى الحماية كشخصية سيادية محصنة وأن تحفظ له أي ترتيبات قادمه حقه المشروع في النشاط السياسي حد المنافسة على رئاسة السودان وإن لم تقم القوات المسلحة بالخطوة الثانية بتصريف شأن قوات الدعم السريع وبما يجعل منها جيش احتياط غير مفرغ فإن الشعور بالقلق من كونها مشروع جيش موازي سيظل قائما كما ان التفكير في حلها على طريقة قوة هيئة العمليات سيكون ضرب من الجنون
ان الإتفاق على جيش واحد للبلاد كما نصت اتفاقية جوبا للسلام والتى كان على رأسها من الجانب الحكومي السيد دقلو يجب ان تحقق هذا الشرط اللازم لسلامة وأمن البلاد وهذا الشرط اللازم يعني ان الجيش الواحد هو القوات المسلحة وان ما دونها من قوات يجب إعادة ترتيبها وتصريفها بما يحقق هذا الشرط أما الرتب العسكرية وعلامات هيئة الأركان المرفوعة هنا وهناك خارج القوات المسلحة فهي (بوكو)يجب التخلص منها هذا ان أردنا لهذا الوطن ان يستمر واحدا وان يستقر سالما !