عندما تفاخر آمانة التكليف بوالٍ يوفيها المستحق
بذله في ولاية نهر النيل يقرر أنه الأفضل الذي يتسنم المنصب منذ آماد
محمد عبد الماجد أبوقرون :
هو من جينة الولاية التي كلف بها – نهر النيل – وهي السودان الصغير يجتمع عندها العطبرة الدفاق برفيقي الرحلة عقب عناقهما بالخرطوم .. الأزرق المنتشي ، والأبيض سيد الهدوء والسكينة . وعند ولاية نهر النيل يجتمع كل أهل السودان تحتضنهم كمثل ما تحتضن فروع النهر الثلاثة ..
ويعلم محمد البدوي أهلية ولايته التي تلخص السودان بلهجاته وسحناته وأعراقه وثقافاته بوتقةً تقرر أن ذلك ممكن .. أننا أمةٌ أواصرها أصلب من كل الأزمات .
ثم انظر الأخبار اليومية السائدة في الوسائل وستجد أن اسم والي نهر النيل لا يكاد يسجل غياباً ، بل أنه الحضور المهيب بالقول الجهير الذي يصدقه الفعل بالحرفية الصارمة والرقابة اللحوح ، والمتابعة الدقيقة .
“هو والينا غداة تشكيل الحكم الإنتقالي” ؛ يقول أهل الولاية زراعاً وطلاباً وموظفين وسائر المهن .. “لم تستقر الولاية ، ولا شهدت اتباع القول بالفعل الا في عهده” ؛ يقرر أبناء نهر النيل . ويدرك الرجل أنه ولي ولاية أخذت اسم النهر الكبير بعد أن تتآصر فروعه فيكون النيل ؛ ما أبهاها من رمزية يدركها الرجل .
ومن أقدار الله الطيبة أن معاونوه من ذات الجينة المعطاء ، ذلك أن وزراء الولاية لا يأبهون للمنصب بقدر ما ينصاعون لواجبات التكليف وثقل الأمانة ، وذلك ما أتاح للرجل وللولاية ولإنسانها هذا القدر من الاستقرار غير المسبوق في تأريخها القريب ..
والتناغم بين الرجل وفريق العمل يشهد به أهلوها الأمر الذي جعلها في طليعة أخبار الإيجاب .. لا تنازع .. لا صراعات .. لا تذمر حتى في ظروف الحرب التي تأوى خلالها الولاية لعشرات الآلاف من أبنائها خاصة ، ومن أبناء البلاد عامة .. في اب حمد .. الباوقة .. عطبرة .. شندي ..
وفي كل قرية ونجع .. وحكومة الوالي حاضرة بالفعل قبل القول ..
الآن ؛ يقول أهل الولاية : لدينا والٍ