راي المسار
غودفري والدبلوماسية الماكرة
بقلم رئيس التحرير
“* وصولي لتعميق العلاقات بين الشعبين ولفهم السودان وشعبه
- في اي علاقات ثنائية الشئ المحوري هو الروابط بين الشعبين”
ذلك مقتطف من كلمة السفير الامريكي الجديد جون غودفري في مستهل مهمته في الخرطوم .
وليس هو السفير الامريكي وحده من يشدد أكثر من مرة على مصطلح “علاقة الشعبين” من بين سفراء الغرب في البلاد ، وفي غمرة الدهاء الدبلوماسي يسقط هؤلاء أن بوابة العلاقة بين الشعوب هي الحكومات ، من حيث كونه يستحيل عملياً أن تتواصل الشعوب مباشرةً بمعزلٍ عن العلاقات الرسمية التي تحكمها اتفاقية فينا .
ووفقاً للمرعيات الدبلوماسية فإن السفراء يقرون في مقامٍ أول بأن رسالتهم هي تطوير العلاقة بين حكوماتهم وحكومات الدول التي يعملون بها ، وعبر تلك العلاقات تمديد الجسور بين الشعوب ، بمعنى أن الوظيفة المباشرة للسفير هي العمل مع حكومة الدولة التي يعمل بها ممثلاً لحكومته ، وغير المباشرة هي تقوية الأواصر بين الشعبين .
أما في حالة السفراء الغربيين في البلاد فهم يتجاوزون منذ أمد الحديث عن أواصر الحكومتين نحو الحديث عن الشعبين ، بحسبان أن الحديث عن الحكومات قد يمنحها اعترافاً كامل الدسم يغضب الجماعات المعارضة التي تحظى بمباركة الغرب ، على رغم أن هؤلاء السفراء يقدمون أوراق اعتمادهم للحكومة السودانية ..
ويبقى أن التشديد على علاقة الشعبين عوضاً عن علاقة الحكومتين يمثل ضرباً من التخفي بالدهاء الدبلوماسي حتى لا يغضب الوكلاء .