فخ الوفاق
د. أحمد عيسى محمود
بعد أن أصاب العي آل قحت في مضمار السياسة لقلة زاد الخبرة. اقتنعت مكونات عديدة بذلك. وانزوت قليلا. إلا (العتل) مازال يبحث بكل السبل من أجل البقاء على جماجم قتلاه. ولم يجد مدخلا للساحة. إلا الدعوة تلميحا أو صراحة للوفاق. فقد أشار قبل يومين بأن هناك وثيقة دستورية جديدة رافضة لوجود العسكر في المشهد السياسي. ثم ما لبس أن رمى بحجر حمدوك في البركة الآسنة. وكذلك عبر ترلته الجديدة حزب مريومة بت سيدي اللمام أعلن عن توافق بين القوى السياسية منتصف الأسبوع المقبل كما ذكرت صحيفة السوداني. وأخيرا أشارت واجهته القديمة المتجددة لجان (القمامة) لمبادرة جديدة للخروج من الأزمة. ورسالتنا لذلك المسخ الشيطاني بأن العسكر غير راغبين في الحكم. وقد أشار البرهان في أكثر من مناسبة بأن الجيش للثكنات شريطة الوفاق بين القوى السياسية أو الإنتخابات. وقد أكدت ندوة أكاديمية نميري العسكرية ذلك قبل يومين. أما دعوته عبر حزب الأمة غير فعالة إلا إذا جاءت من (ست الجلد والرأس) بالحزب (مريومة). ولكن ما عداها من القيادات لا يعتد بقوله. لأنه تمومة جرتق في الحزب. فقوله إن لم يكن (بندق في بحر) فهو مردود عليه. وخلاصة الأمر رغم إيماننا العميق بأن تلك الدعوات ما هي إلا مراوغات بهلوانية القصد منها اللعب بورقة الزمن. عسى ولعل يجد فتحة في جدار تماسك الشعب الصلب. ومن ثم التنكر لمثل تلك الدعوات الوطنية. لذلك نضع الكرة في ملعبه. ومن باب (المابي الصلح ندمان) مرحبا بالوفاق الشامل بدون استثناءات. وحبا وكرامة بلم الشمل الوطني. شريطة أن تكون الوطنية والمصداقية والشفافية سيدة المواقف. ولا نخفيك سرا أيها الشيوعي أننا مقتنعون بأن دعوتك فخ ليس إلا. لعلمك التام بأنها أقصر طريق للبقاء في المشهد. أما الإنتخابات تعني تحرير شهادة وفاتك. وليتك تصدقنا هذه المرة أيها الإبليسي. فقد عهدناك عبر تاريخك المتسخ أن الغاية عندك تبرر الوسيلة.
الخميس ٢٠٢٢/٣/١٧