مقالات

فلنمشي حبا وكرامة

المسار نيوز فلنمشي حبا وكرامة


ليس لديهم خطاوي ممكنة يمشونها ولا يقطعون وادي سويا إلا كان بينهم من خرق السفينة دون أن يكون هنالك ملك يأخذ كل سفينة غصبا ، تراهم في مجمعهم تقول أن الحميمية تملأ أفئدتهم وأن حمام السلام يظلل رأسهم ولكن قلوبهم شتي حتي رفضوا أن يكون لهم شرب يوم معلوم ولذا لم يمتثلوا أن يكون لهم وللناقة يوم معلوم ولم يدر بخلدهم في كل كبد رطبة أجر ولم تنفعهم الذكري فنادوا صاحبهم فتعاطي ثم عقر الناقة وليس هنالك فرق بينه وبين الذي اتخذ بيتا كبيت العنكبوت والأية لا تعني إطار بيت العنكبوت الخارجي بل الإشارة لساكنيه الذين علت قلوبهم البغضاء فقتلت الأنثى زوجها وقذفت به خارج البيت بعد حملها وكذلك فعل بها صغارها كما فعلت بزوجها ولذلك سمي بيت العنكبوت أوهن البيوت إذ لم يكن بينهم الحب حتي بين الذكر والأنثىوالزوج والزوجة ويمشون سويا الي حين ويكون الموت بينهم سجال ، فلم يكون حالنا كذلك فتن وخراب وحرب واحتراب وقد أنعم الله علينا بأرض شاسعة تجري من تحتها الأنهار ومنبسطة تسيل فيها الأودية من كل حدب وصوب وسحاب مزن هطال وسماء مدار لم تتوفر لفرعون مصر الذي تفاخر بنهر واحد ونحن لدينا ما لا يحصي ثم ماذا بعد هذا ولما التناحر والتشاكس ، فعلينا أن نقف قليلا مع أنفسنا وننظر الي المستقبل بعين المتفاءل ونقبل علي بعضنا تسامحا ونشمر سواعد الجد وكل واحد يبذل قصاري جهده فلأرضك عليك حق وحفظها وعمارها واجب ولذلك كانت الحكمة من الخلق والحكمة ضالت المؤمن أن وجدها أخذها فليكن المعروف بيننا والسماحة ديدننا ، وليعلم الجميع أن حال معضلتنا بأيدينا فلنسمو فوق الجراحات فالوطن ملك الجميع ومقسم علي مواطنيه بالشيوع ، فالحوار لا يعني الهزيمة والجلوس علي الطاولة لا يعني الخنوع وتحكيم العقل لا يعني الركوع والإجابة بلا تؤدي الي ما لا يحمد عقباه فكم متربص بأرضنا البكر وكم من عينه علي موقعنا الاستراتيجي فالعالم كله يبني خطواته علي مصالح شعبه ويقيم علاقاته وفق مصالحه العليا فلما لا نقف برهة وننظر لمن حولنا الذين ارتقوا في سلم الإنسانية واتخذوا من بوابة العلم مدخلا فبنوا وطنا شامخا حين وضعوا طريقا سوي وقدروا الخطاوي واصلحوا الخطأ بالتشاور والتعاون ونسوا كل نقاط الإختلاف ونبذوا كل طرق الخلاف وتنادوا الي العمل والتعاون من أجل مستقبل باهر ، فليس هنالك عيبا في البلاد وليس هنالك بخلا في أرضها ولكننا نعيب زماننا والعيب فينا ، فلنمسح جراحات الماضي ولنسر بواد مقدس حتي نخرج بلادنا من ردهات الظلام والعتمة والوهدة التي نحن فيها وان لم نفعل فليس الصوملة ببعيدة ، فإما الوفاق والاتفاق وإما قارعة تحل بأرض السودان وحينها يضيق المكان والله المستعان .

    *شندقاوي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى