في سرادق إفطار شيخ العرب عمر احمد عطا المنان : الفريق حميدتي والناظر ترك والأعيان وشيوخ الطرق الصوفية كانوا حضوراً
• ما بين شرق النيل وولاية نهر النيل تأتلف العذوبة والأواصر والشمائل ويجتمع أهل السودان .
• ساح الرجل وبراحه استقبلت الضيوف ماهلةٌ بالنوايا ، آهلةٌ بالسجايا
• بهو عامر بالسنن الحميدة والشيئ من معدنه لا يستغرب
المسار – التغطيات
من معدنه لا يستغرب :
شرق النيل كانت الواحة التي أناخ القوم في ربوعها رحلهم قبيل غروب الشمس ، في أعقاب صومٍ ضاعفت من صبره وأجره هجائر الشمس الأبريلية ، وهل من صادق الصبر وخبر عذوباته مثل أهل السودان ! .. أقبل الجمع من كل حدب ومن كل صوب ، تنوعاً يضاهي نبت شواطئ الجذر الخصيبة .. تنوع لسان حاله أن دعوة عمر احمد عطا المنان في إفطاره السنوي لا ترد . وعلى سجية أهل السودان ، لم تقف مآثر غروب الشمس عند ذهاب الظمأ ودعاء الحناجر بثبات الأجر ؛ بل زاد على ذلك تبادل الكلام تحت مظلة الوئام .. ومشى لسان الحال يحدث أن السودان كله ممثل هنا تحت قبة الكلمة السواء . وتقاسم الجمع الكريم ثمرات لقاءٍ يحلم شيخ العرب أن تتوارثه أجيالهم تباعاً ، نحو أمةٍ يتمشى في شرايينها ترياق الكلمة السواء .
سنة الفضائل :
وأهل شرق النيل وولاية نهر النيل ، وأهل السودان يعلمون أن دعوة الرجل السنوية للإفطار الرمضاني أضحت عرفاً يتنادى إليه الأخيار . لقد ورثها شيخ العرب تماماً كما ورث النخوة وأدب الكبار كما ورث جينة الفضائل . وطوال سنين عددا ظل ذات السرادق ينصب حول نهايات الشهر الكريم ، يؤمه الكبار والأعيان ووجوه القوم والأصدقاء وعوام أهل البلد إن يكن من شرق النيل أو من حواضر وأرياف ولاية نهر النيل أو من السودان الكبير .. دعوة لبراحٍ رحيب حيث يستشعر الجمع إحساس الجماعة بثوبها الأكثر استيعاباً لمفاهيم القوم .
حكام ومحكومين وأعيان :
وكما هي العادة في إفطارات شيخ العرب ، تلقى الجمع المهيب المحتفى به ما ينفع بعيد من مخاطبة تلمس فضائل الشهر ، الى قصائد ترقى بالقيم وتمجد الفضائل ، الى مدح مذكرٍ بمناقب سيد ولد آدم ، الى مؤانسة السودانيين لبعضهم البعض .
نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو بكل امتداته كان حضوراَ ، وبتلقائيته المعهودة خاطب الجمع منبهاً لكثير من المعاني التي يجب أن يستلهمها أهل السودان إن يكن من الشهر الكريم أو من سرادق دعوةٍ جمعت بينهم توحي بأن اجتماع الناس على كلمة سواء ليس بالمستحيل . ومثله كان عضو مجلس السيادة د. عبد الباقي عبد القادر الزبير .. ومن شرق النيل استقبل عمر الأعيان ورجال الطرق الصوفية ومن بينهم ناظر عموم البطاحين ، وابو الخليفة الحسن ، الطيب الغزالي ، الخليفة تاج الدين خليفة الشيخ بها البطحاني ، والخليفة عبد الوهاب الكباشي ، ومجدد ناظر القريات ووفده الكبير .. وشرق السودان بثقله وخيله ورجله مثله الناظر محمد الأمين ترك .. ومن سهوب ولاية نهر النيل وعد البستان والزرع كان الكبير مبارك علي جاد الله حضوراً ، وخليفة القرياب أحمد ود ابشرا ، والعمدة أحمد عبد الله عبد الخالق ، والعمدة عبد الباسط ، ومن منارة بربر خلاوي الفكي علي شرف الدعوة شيخ إبراهيم . وغيرهم كثير من لم تسعف ذاكرة المحرر لذكرهم .
عظمة الميراث :
والدعوة وفق ما ذكر من تحدثوا ، هي امتداد موروث من أحمد عطا المنان كبير القوم من ألفت مناقبه كل الأوساط في البلاد ، وآثر الإبن الحفي بالتركة الطيبة أن يمضي قدماً بالسنة .. وعلى رغم كبر السن إلا أن شيخ العرب الوالد أحمد عطا المنان كان حضوراً للإفطار . ويذكر من تحدثوا أن شيخ العرب الكبير كان سباقاً في الخيرات ، بحيث انفتح منزل الأسرة مثابة ( للماشي والغاشي ) ، ومثل حلقة الوصل بين شرق النيل وولاية نهر النيل .
وختاماً ؛ المسار نيوز التي حضرت الجمع المهيب على مائدة شيخ العرب ، وأحصت ما أحصت من ثمرات اللقاء ، سعت لأن تنال تعليقاً من شيخ العرب عمر ، لكن الرجل بدا وكأنه زاهدٌ في الحديث الى الإعلام حول المنشط السنوي ، وقد همس أحد المقربين منه أنه يعتبر عمله خالصاً لوجه الله دون من ولا ترويج .
وبعد ؛ كم من السنن البهية يقدم أهل السودان لترقى بتواصل أطراف المجتمع في كامل أناقة التلقاء ، وصدق الحميمية ، وصوت العقل والحكمة والتصافي ! .. شكراً شيخ العرب عمر ..