قاش لا تِكَّة !
✍🏻 ياسر الفادني
⭕
لنكن واضحين أن الحكومة الآن تتحدث عن انه لابد من التوافق الشامل علي إدارة الحكم الإنتقالي ، ظهرت مبادرات عدة من صروح أكاديمية علمية ومن جهات سياسية ورموز مجتمع ، كل هذه المبادرات قدمت خارطة عمل تراها سوف تخرج هذه البلاد من عنق زجاجة الأزمة ، أعتقد أن معظم هذه المبادرات وصلت منضدة المجلس السيادي بل كلف السيد مالك عقار برئاسة لجنة تسمي لجنة الحوار السياسي والاتصال مع الجهات السياسية وسلمت له بعض المبادرات بصورة شخصية في محافل عدة
مايحيرني حركة دبيب النملة التي تتبعها الحكومة الحالية في ترتيب مجمل الأشياء وعدم حسم الأمور فيها بصورة حكيمة وحصيفة مع السرعة (٦) أشهر مضت علي طرح التوافق الشامل ولم نر حتي الآن نور هذا التوافق هو توافق علي إدارة وشكل الحكم الانتقالي الذي قربت مواعيد إسدال الستار عليه للوصول إلى مرحلة أخري فيها ديمقراطية مستحقة لا ديمقراطية كاذبة كالتي أطلقها الحكام في حقب مختلفة مثل الشمولية التي بدا بها البشير ثم انتقل الي حكم الحزب الواحد ثم انتقل للتوافق الشامل كما وصفه قبل أن يسقط ولا الشرعية الثورية التي اتبعها حمدوك وزمرته ومن صفق له وأدخلت البلاد في نفق مظلم نحن حتي الآن قابعين فيه ، الهدف المستحق هو الإنتخابات الحرة النزيهة الشفافة ومن يحكم يأتي به الصندوق
أعتقد أن طريقة حركة النملة التي يتبعها البرهان يبدو أنه لم يتعظ مما حدث له قبلا ، اتبع هذه الطريقة من قبل وحدث فراغ بعد الإطاحة بحمدوك إلا أنه لم يحسم مسالة تعيين رئيس وزراء بصورة سريعة وتباطا في ذلك ، هذا خلق مساحة طيبة وملعب جاهز لكي تلعب فيه دول خارجية وسياسين بالداخل من بقايا حكومة حمدوك وكانت نتيجة ذلك رجوع حمدوك مرة أخري بلا مبرر ، واضح ان رجوعه كان بموجب ضغوط تعرض لها البرهان لكنه رضخ ، احس حمدوك بعد رجوعه بأنه غير مرغوب فيه من الكل ومن قبل الذين أتوا به لذا (عصر ضنبوا ) ورحل بهدوء
المبادرات السودانية التي قدمت كان علي الحكومة بلورتها في شكل واحد واخذ قرارات بشانها بصورة مدروسة وسريعة ولا تتأخر في ذلك هذا التأخر افرز جوانب أخري سالبة مثل ركوب الثلاثي الغير مرغوب فيهم وهم( فولكر) و(ودلبات) و(اويس) صهوة الجواد ليركضوا في المضمار ويتلقفون كل مبادرة ، هذا بسبب الجرجرة ، فولكر وصحبه الآن صاروا يحددون متي يبدأ الحوار الوطني؟ وأين يكون؟ وكيف يتم؟ ومن هم الذين يتحاورون؟ والبلاد فيها حكومة فيها سلطة كيف يستقيم ذلك؟ ، من الذي يحكم البلاد ؟فولكر أم البرهان ، أمر غريب يشيب له الوليد وتبيض بهوله الحمامة كلبا وتلد الكلبة بومة بسبب الاستغراب والدهشة !! ، إنه بلد المتناقضات بلد اللامفهوم
برغم أنني بحثت كثيرا وفكرت كثيرا لأجد سبب مقنع لعدم إختيارا رئيس وزراء مدني وحكومة مدنية صرفة منذ الخامس والعشرين من أكتوبر في العام المنصرم ، لم أجد سببا ولا مبررا ، هناك عدة أسماء رفعت للترشيح وكل يوم يزداد عدد المرشحين ليقفوا في خط انطلاق مارثون رئاسة مجلس الوزراء في إنتظار شارة الانطلاق ليفوز الأول ركضا
تعيين رئيس وزراء تكنوقراط ووزراء كفاءات غير حزبين أمر أتفق عليه الجميع وكل المبادرات بصمت بالعشرة علي ذلك فلماذا تأخر هذا الأمر ؟ ، بلاشك هذا اختصاص البرهان ولابد من قرار ، نحن نعيش في وضع سياسي غريب لا هو بالعسكري ولا هو بالمدني ، يجب أن يتجه المنحي السياسي إلي الإتجاه الصحيح ، فيا البرهان أكرب قاشك ….وأربطه جيدا ودع (التكة) التي من السهولة أن تنحل عقدتها ويحدث ما يحدث !!! وأنا زول نصيحة .