قشة سوف تقصم ظهر البعير
ياسر الفادني
الألوان والأشكال القبيحة والغير مقبولة التي صارت طلاء الوضع الأمني في إقليم دارفور من تفلتات أمنية وبالذات في حاضرة الإقليم مدينة فاشر السلطان حيث لا سلطان ! ، التفلتات التي تشكلت طينتها في شكل جديد وهو نهب ممتلكات المنظمات الدولية وما حدث من نهب لمقر اليوناميد من قبل وتبعه الهجوم الذي يشبه طريقة (تسعة طويلة) ولكن بنهج (الكاوبوي) المسلح علي مخازن منظمة الأغذية الأممية ونهب ما بداخل مخازنها ، يعتبر هذا أمرا خطير في ظل حكومة مركزية وسلطة إقليمية أتت بمستحق إتفاقية جوبا
فولكر من قبل لوح في حديثه بأن عددا من الحركات مشتركة في هذا التفلت ومناوي تأسف لذلك ، لكن هذه حقيقة ماثلة يجب الإعتراف بها أن الحركات التي توجد قواتها في إقليم دارفور سواءاً كانت وقعت علي إتفاق جوبا أو لم توقع عليه هي جزء كبير في صنع هذه التفلتات وخاصة ما حدث قبل أيام سابقة في ولاية غرب دارفور ، هذه القوات التي تتحرك في أي لحظة بعرباتها ذات الدفع الرباعي مدججة بالسلاح وتجوب المناطق جهارا نهارا و يعتبر هذا منظرا طبيعا يراه المواطن في دارفور كل يوم في ظل عدم التنسيق مع الجهات النظامية لتنظيم حركتها حتي عندما تحدث (الكتمة) في منطقة معينة يختلط الحابل بالنابل هناك و يختلط علينا الأمر بحيث لا ندر من هو عدو الدولة الرسمية ومن هو( صليحها) !؟
القتل والنهب والحرق والتشريد الواقع الذي يعيشه أهلنا في دارفور أعتقد السبب هو تأخر إجراءات تنفيذ الترتيبات الأمنية الذي يبدو أنه تعثر في التقدم نحو الأمام ولو خطوة ، الآن الخرطوم بها أكثر من جيش وبها أكثر من قائد ودارفور وبعض مناطق البلاد الأخري ، هذه الجيوش استقرت بكامل عدتها من الأسلحة والقوات في إنتظار بقرة الإتفاقية التي سوف تدر لبن الترتيبات الأمنية ولعل البقرة لا ادر هل (غَرَزَتْ) أم جف ضرعها ؟
من ضمن التشوهات التي صاحبت إتفاقية جوبا هو إرتفاع سقف المطالب والموافقة عليها وصارت استحقاقات دون قراءة للواقع الإقتصادي وحالة البلاد المالية التي تساعد في تنفيذ هذه المستحقات ، هنالك عقبتان ظلتا تشكلان حائط صد دون تنفيد مستحق الترتيبات الأمنية هما العقبة المالية والعقبة الفنية ، الثانية يمكن الوصول لتفاهمات فيها مع الحركات الموقعة لكن العقبة الأولي هي المشكلة الكبري والمقعدة لهذا الأمر
الوضع السياسي المحتقن والمسدود أفقه تماما أيضا وقف عقبة أمام تنفيذ هذا البند لأن هذا الأمر الآن ليس في وضع الأولوية ، الأولوية الآن أصبحت كيف المحافظة علي الوضع الإنتقالي الذي كل مرة يصبح في كف عفريت لا نعرف أين يسير به ؟
نقولها بالواضح إن لم يدخل بند الترتيبات الأمنية حيز التنفيذ الكامل لن يكون هناك سلام في دارفور البته ولا تملك الدولة السيطرة والاستحواذ علي السلاح المنتشر هناك ولاتفرق الدولة بين من معها وبين عدوها وسوف يظل التفلت الأمني كل يوم يتشكل إلي شكل جديد وطريقة مختلفة وربما يتنقل ذلك إن أستمر الحال هكذا إلي داخل الخرطوم ، هذه لمبة حمراء ضوءها قوي ظاهر فهل تتغير اللمبة الحمراء إلي اللون الأخضر ليمر موكب السلام والأمن و الإستقرار ؟ أم لا ؟إجابة نتركها ليفصح عنها المستقبل القريب وإنا لمنتظرون.