قنابل وألغام بالقضارف !
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
ولاية القضارف هي ثغر السودان المنتج وأكبر سوق للمحاصيل في السودان وشمال ووسط أفريقيا ، هي نموذج للسودان المصغر حيث يقطن فيها كل المكونات السودانية ، أكثر من 90% من سكانها يحترفون بمهنة الزراعة ، أرضها بكر تنتج الثمار وتنتج الذهب في مناطق مختلفة
من سوء الأقدار التي كتبها الله عليها أنها الآن تدفع فاتورة حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل ،هي الحرب الأهلية التي إندلعت في إثيوبيا وقريبة من الشريط الحدودي لها مع إثيوبيا الحرب التي أطرافها التقراي والميليشات المتعاونة معها ضد الجيش الفيدرالي الإثيوبي وفانو والجيش الارتري والعفر حرب إستمرت أكثر من عامين حصيلتها خراب ودمار وإبادة جماعية ونزوح لأكثر من ٦٠ الف لاجيء إثيوبي معظمهم من التقراي دخلوا أطراف مدن هذه الولاية في معسكرات لجوء فارين من نيران الحرب إلي جحيم المعاناة وتغطرس المنظمات الدولية
بولاية القضارف ثلاثة معسكرات ،معسكر أم راكوبة علي بعد كيلو مترات قليلة من مدينة دوكة ومعسكر بابكري بالقرب من باسندة ومعسكر الطنيدبة الذي يقع بالقرب من مدينة المفازة ولعل هذا من أكبر المعسكرات ، هذه المعسكرات هي عبارة عن قنابل موقوته تشكل خطرا علي الولاية عظيم ولا يكتوي بناره إلا الولاية والمجتمع المضيف
من ضمن مهام المنظمات الأجنبية الخاصة باللجوء غير الإهتمام ورعاية اللاجيء تقديم خدمات تنموية وخدمية للولاية أولا ومن ثم المجتمع المضيف وهذا لو قيمناه لوجدناه يقبع في خانة ( الزيرو الكبير) ! ، مبالغ ضخمة تدخل خزائن هذه المنظمات لكن معظمها يذهب إلي العمل الإداري والحوافز والنثريات والايجارات وباقي الفتات منه يذهب للاجيء
السواد الأعظم من اللاجئين الاثيوبين في القضارف هم يعتنقون المسيحية ونسبة ضئيلة جدا منهم يعتنقون الإسلام ، هؤلاء أتوا بعادات ومعتقدات غريبة جدا علي المجتمع المضيف ، تعاطي الخمر والزنا والمخدرات عند هؤلاء اللاجئين ليس عيبا ، بلا شك أن المجتمع المضيف تأثر بذلك ، كل هذه المعسكرات ليست مقفولة يمكن دخولها بمنافذ كثيرة غير المنفذ الرئيسي مما يسهل دخول وخروج اللاجئين وأصحاب الهوي من المجتمع المضيف وقد ظهرت عدد من حالات التسلل من المعسكرات والتقافها من قبل تجار البشر
المعسكرات في هذه الولاية عبارة عن قنابل تضر المجتمع المضيف ، المهددات الأمنية، انتشار المخدرات الأمراض المنتشرة من جراء فعل الموبقات ، الأرض التي تقبع فيها هذه المعسكرات هي مناطق إنتاج زراعية وغابية كلها الآن إنتهت تماما
القنبلة الكبيرة التي ظهرت هذه الأيام هي حالات الإصابة بمرض جدري القرود في معسكر أم راكوبة وتم نقلهم للعلاج إلي مستشفي القضارف وأعتقد إن لم تعمل الاحتياطات اللازمة من قبل وزارة الصحة الاتحادية الولائية ومفوضية اللاجئين والمنظمات الأجنبية التي لا فائدة فيها إلا اللافتات الكبيرة ومبالغ الإيجار العالية التي تدفع لمالكي المنازل من مواطني القضارف التي تتخذها هذه المنظمات مكاتب ، إن لم تتخذ هذه الجهات الحماية اللازمة للمواطنين والمجتمع المضيف سوف ينتشر هذا المرض وسوف يصبح وباء يموت بسببه الكثيرون
من هنا أدق ناموس الخطر وأضييء اللمبة الحمراء ، لن تنتهي الحرب الأهلية الإثيوبية لتعنت الأطراف المختلفة في الوصول إلي سلام ، وسوف تشهد ولاية القضارف كل يوم زيادة من الفارين من جحيم الحرب هناك ، فيا حكومة المركز ويا وزارة الخارجية ويا الجهات الأمنية والصحية ، الحقوا القضارف والحقوا أهلها وإن لم تفعلوا يحدث ما لا يحمد عقباه و أظنه بدأ يحدث !.