قَدَرُ البرهان أن ينتصر لفتى إياد :
لقيط بن يعمر في مواجهة قحت وظهيرها الأجنبي
رئيس مجلس السيادة ووزير الداخلية مطالبون بتفعيل الصرامة القانونية وحسم التدمير الممنهج .
بقلم رئيس التحرير
في حين أن مسلك الفوضى واللامبالاة الهدامة لم تكن تخفى على عاقلٍ عادل ؛ إلا أن تقرير الصحافة جسد المشهدية بشكل يحتم اتخاذ القرار .
ويمضي التحقيق الضافي الذي أعدته الصحفية النابهة آمال حسن ليحصي من الخسائر الجسام إتلاف 463 بين عمود كهرباء واشارة مرور . واتلاف الطرق والارصفة ، والمرافق العامة ، واقسام الشرطة ، وما يتبع من اتلاف المستندات ، واطلاق سراح المحتجزين ، وسرقة الاسلحة ، وحرق سيارات الشرطة والممتلكات العامة والخاصة . وينقل التحقيق عن خبراء في الاقتصاد وفي علم النفس الفاقد المهول للاقتصاد السوداني .
ويشير التحقيق على نحو صريح لخروج الاحتجاجات عن السلمية وما صاحبها من عنف ممنهج .
لقد لخص التحقيق واقع الشلل الذي أصاب الحياة العامة في مقتل ، وضاعف من معاناة لم يكن ينقصها سوى هذا الكابوس .
في غضون ذلك ثم موقفين يدعو أيهما للتساؤل ؛ أما الاول فهو موقف الغرب بدءاً ببعثة الشؤم سيئة السمعة برئاسة فولكر والتي ظلت تصنف ما يجري على أنه مظاهرات سلمية ( المتظاهرون السلميون كما يرد في بياناتهم ) ، وتحذر السلطة من التصدي لها . أما الغرض الصريح فهو تدمير البلاد لتصبح لقمة سائغة في وجه الأجندات والأطماع ، ولا يحدثني أحدهم عن مبدإ للخيرية والغيرية في مسلك الغرب والأمم المتحدة .
أما الموقف الثاني فهو موقف السلطة بدءاً بالمجلس السيادي وانتهاءً بوزارة الداخلية ، وتسامحهم المسترخي الفضفاض في وجه ما يحاك ضد البلاد . وكم هو مستغرب أن تقرع صحفية مهنية ناقوس الخطر فيما تعجز القيادات السيادية والتنفيذية عن قراءة الواقع والتصدي له بقوة القانون ! .. كم هو محزنٌ أن تتطاول معاناة الناس ، وهدر الموارد ، والتدمير الممنهج ، ونشر ثقافة الفوضى ، والترويج لها عبر اعلانات التظاهرات ، فيما تقف الدولة في موقف رد الفعل المرتبك العاجز ! ..
إن المطلوب من الدولة عبر مسئولياتها بدءاً بمجلس السيادة مروراً بأجهزة النيابة ووزارة الداخلية أن تغلب المصالح العليا للبلاد على حساب سماع الصوت الأجنبي وتفعل القوانين الصريحة في وجه الفوضى تثبيتاً لأركان الأمن ، وقطعاً لدابر التمادي .. وتقف ملاحقة بيانات الترويج والتشجيع على الفوضى والمحاسبة القانونية الناجزة لمرتكبيها من الاحزاب والتجمعات الاخرى كأولوية لا محاد عنها .. ثم تفعل القوانين لردع أي تظاهر لا ينال التصديق اللازم الذي يحصي غرضه ومساراته وأدواته ، والتصدي له بقوة القانون بمعزل عن التصريحات والتهديدات المبطنة للأجنبي ..
عندئذٍ تقع المسئولية المباشرة على مجلس السيادة ورئيسه الفريق البرهان الذي اعتاده أهل السودان غداة الخامس والعشرين من أكتوبر بلسان حال يقرأ :
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
وإذا كان رئيس مجلس السيادة ومن خلفه الخلص من أهل السودان قد مزق ورقة الأحادية القابضة المقيتة ، فليس أدنى من أن ينهض اليوم لكبح جماح الفوضى التي تكاد تعصف بالبلاد ، وما يزال بعض من يفاوضهم السيادي يعلنون على رءوس الاشهاد دعواتهم للتظاهر ودعمهم لها . واذا كان أهل قحت يضعون الشروط من اطلاق سراح المعتقلين الى رفع حالة الطوارئ وتتم الاستجابة لهم ، فالأولى أن يضع العسكريون شرطاً فيصلاً لمجالسة المقبورة قحت يتمثل في وقف دعم الفوضى والتبرؤ منها على رؤوس الأشهاد ..
مالي أراكم نياماً في بلهنيةٍ
وقد ترونَ شِهابَ الحرب قد سطعا
هذا كتابي إليكم والنذير لكم
لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا
لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل
فاستيقظوا إن خيرَ العلم ما نفعا
السيد / لقيط بن يعمر الإيادي .. شكراً أن نطقت بلساننا ..