راي المسار
كبار القوم في سرادق البشارة :حميدتي وملاحقة الوفاق الشامل
الرئيس ونائبه وبينهما كبير القوم نحو الهدف الأسمى
كانت البداية هي زيارة لنائب الرئيس القائد حميدتي عندما خف متعجلاً لزيارة مولانا محمد عثمان الميرغني ، عقب عوده الأحمد من القاهرة . ولم تكن الزيارة بمعزل عن العديد من المؤشرات من بينها ؛
- أن القائد حميدتي خبر جيداً ويلات التنازع ومآلاته في بيئةٍ غاية في التعقيد .
- أكسبته تلك البيئة الإحساس بضرورات وحتمية الكلمة السواء لتجاوز الأزمات عبر التواصل المباشر على الطريقة الأهلية كقيمة سودانية ، ولطالما خبر السودانيون مردود الجلوس إلى بعضهم البعض تحت ظل شجرة .
- ظل الرجل منادياً بحتمية العمل من أجل الوطن كمخرج نهائي للأزمات، ومتحركاً بين مختلف الفاعلين أحزاب وكيانات أهلية ومهنية وطرق صوفية بالمثابرة والصبر .
وعبر ذلك المزاج الذي يستقوي بالجرأة العلمية لم ينتظر كثيراً قبل زيارته لمولانا الميرغني فور عودته في زيارة فتحت نوافذ الحراك قدماً .
ثم أن الرجل حرص على استمرار المسيرة نحو الهدف المنشود ، ونجح في دعوة كبير القوم بتشريف الرئيس وذلك الحضور الفخيم من الفاعلين في الساحة .. وكبير القوم هذه ليست محل شك ، وكان د. جبريل ابراهيم قد ذكرها عند زيارتهم للميرغني عندما قال ؛ “المثل بقول عندنا الماعندو كبير يشوفلو كبير .. ونحنا أمام كبير القوم” ..
عندئذٍ فقد نجح القائد حميدتي أن يجمع الثلاثة الكبار إلى جانب لوحةٍ زاهية من كامل ألوان الطيف السياسي في البلاد تحت لافتةٍ تقرأ أن التلاقي ممكن والوفاق الشامل قريب المنال .
والأمر في جوهره موضوعي ، من حيث وجود مشتركاتٍ صلبة بين القوى السياسية والاهلية والمهنية وغيرها .. كل هذه القوى تدرك التحديت الجسام اذا ما استمر الشقاق ، وتنشد الوفاق الشامل ، وتطالب بفترة انتقالية بمهام محددة ، وتتوق للديمقراطية عبر الانتخابات لوضع البلاد على سكة الاستقرار .
ولم تفلح كل تعقيدات الساحة في أن يفتر حماس الرئيس ونائبه أو أن تنال من تفاؤلهما تجاه الوفاق الشامل ، وظل حديث الوفاق أحد الثوابت في كل مخاطباتهم ولقاءاتهم الإعلامية .
أما كبير القوم فقد ظل حامل مشعل السلام والوئام منذ أمدٍ بعيدٍ كما ظل حامل لواء الوسطية .
إن متاح الدعوات الخاصة بكل حميميته ودفئه ظل هو الأقرب لمناخ التوافق ، ويذكر تأريخنا القريب طوال عهود الحكومات الاتلافية بين الإتحادي والأمة ، أن جنينة السيد الميرغني هي الملجأ عندما تستعصي الأزمات بين الحزبين ، عوضاً عن المكاتب بوجومها المعهود عندما يحتقن المناخ ، ويشابه العناد صرامة ربطات العنق ..
مائدة القائد حميدتي قالت لأهل السودان أن الكلمة السواء مرمى حجر .. هي ليست دعوة لتناول الطعام بل أنها لوضع لبنة الأساس لوئام يلم الشعث ويمضي بالبلاد قدماً نحو غاياتها من أجل رفاه الإنسان .