كتب شندقاوي
هي من الشعب وإليه
لم يأتوا من المشتري ولم يكونون من سكان المريخ ولم تأتي بهم كبسولة الزمن من القمر
ولم يأتوا من خلف الحدود ولا من بلاد تختلف لوتا ولسانا بل هم من أبناء هذا الشعب تربوا في القري والحضر وترعرعوا علي هذه الأرض في مهدهم وبنوا علي رمالها وبطاحها أحلامهم وأكتسبوا من كبارهم الشهامة وتوارثوها كابر عن كابر فكانوا للحي عمادا وركيزة وركن شديد ورأي سديد وعاشوا حبا للوطن ونذروا أنفسهم له فداء لذا كان خيارهم الدفاع عنه وهم في ذلك لهم مآثر شهدت لهم الصحاري والأدغال وكانوا وبكل فخر وان داعي داعي الوطن لبوا النداء فهم جنود الوطن وقل أن تجد بيتا لا يضم أحد منهم فكانوا مثالا للشهامة والنخوة ونذروا أنفسهم رخيصة لحماية أرضهم وشعبهم فكانوا حضورا باذخا في يوم كريهة وجبل أشم ساعة العبوس ومشاركة ساعة فرح وهاهو قائدهم البرهان بالأمس يتقدم رفقاء السلاح ليفتتحوا أسواق بالعاصمة الوطنية أمدرمان ناشدين تخفيف أعباء المعيشة عن أهلهم الذين عصفت بهم السنين العجاف متلمسين لشعبهم العافية لسان حالهم يقول نحن لخدمة شعبنا خرجنا وهذا هو واجبنا لا نريد فيه جزاء ولا شكورا ، فهذه الأسواق التي إفتتحها القائد العام ليست ربحية وهي سهم قاتل في خصر الجشع أو من يريد بهذا الشعب شرا ولتعلم قوافل المتربصين والذين يتآمرون في جنح الدجي وبين الغرف المظلمة والذين لهم أعوان خارج الحدود يمدونهم من خلفهم يريدون للبلاد تمزقا ويقعدون لها كل مرصد ويدفعون لعملائهم ويجزلون لهم العطاء ولكن الله لا يهدي كيد الخائنين فالحق ينتصر والشعب ينتصر وسيجد أبنائه في القوات المسلحة عن يمينه وعن شماله وفي المقدمة ويمثل له الإطار الخارجي ليفني هو ويبقي الشعب ويبقي الوطن فإنهم أبطال القوات المسلحة الذين عشقوا الموت من أجل حياة أفضل لوطنهم ومواطنيهم ولا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا إنهم أبناء الوطن لعبوا علي أرضه وشوارعه وميادينه صغارا وهاهم كبارا يقومون بحفظه والزود عن حياضه وهم في رباط الي يوم الدين مفتخرين بالأوطان والأوطان فخورة بهم فلنسر معهم وهم مع شعبهم سائرين ناشدين العلا وقاصدين وطن المواطنة بدون تمييز لذا كانت القوات المسلحة هي كل السودان تمثيلا ومن كل فريق وبيت مندوب ولم يكونوا غرباء الوجه واليد واللسان فلهم التحية جنود الوطن الذين لا يشغلهم شاغل ولا يلتفتون لصغيرة وهم في واجبهم المقدس وفي خطاهم المباركة نحو وطن السلام والحرية والعدالة والانسانية