كراع بره وكراع جوه !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
يبدو أن ثمة خلافات عارمة ظهرت علي السطح و(سيرة إنفتحت ) بين مالك عقار إير وياسر عرمان كلاهما موقعان علي إتفاقية جوبا للسلام من طرف الحركة الشعبية،الأمر في الحركة الشعبية شمال السودان فيه غبش الآن ، بيانات ظلت في خلال اليومين الماضين تخرج من الطرفين فيها لهجة التشاكس والخلاف وفحواها ظهور الرفض للآخر !! وفيها إسلوب (المديدة حرقتني) !
مالك عقار اير له حركة مسلحة لها معسكرات في النيل الأزرق وله بعض المناطق تحت سيطرته ودخل الحكم مرتين مرة مع البشير وتمرد عليه ومرة في عهد الحكم الإنتقالي حتي صار عضوا نافذا في المجلس السيادي وبيده عدد من الملفات ، هذا الرجل يمتلك كاريزما إبن المنطقة وكارزيما القيادة العسكرية للحركة الشعبية شمال السودان وسياسي معروف له وزنه ، أما ياسر عرمان ليس له كاريزما عسكرية ولا يستطيع أن يصرف تعليمات عسكرية لأن ليس له جيش بل هو يتقمص قميصا سياسيا بلون ناشط ولم يرق إلي مكانة السياسي ، ياسر عرمان دوره في الحركة الشعبية كدور العمدة الذي ليس له أطيان !
الخلاف ينحصر في أن طرفا يتبع ويؤيد الإجراءات التي فعلها البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم ودخل في منظومة حكمه والطرف الآخر يقول أن هذه الإجراءات التي تمت من البرهان هي إنقلاب و إرتكن إلي الطرف الآخر كتلة الحرية والتغيير الجناح المركزي ، عقار لايعترف بأي قرار تشارك فيه حركته داخل المركزي وعرمان يدعي أن قرارات المركزي الحركة الشعبية اصيلة فيها وهكذا يثار الغبار وتعلو( الكتاحة) كل مرة !! بين الطرفين
ياسر عرمان يعتبر أنه منذ وقوع مايسميه بالإنقلاب حتي الآن الحركة الشعبية ممثلة في جميع هيئات الحرية والتغيير المركزية ولجانها المتخصصة ولن يتغير ذلك وهي مع الشارع السوداني المناهض للانقلاب ، بالطبع هو قرار احادي الشكل يرفضه مالك عقار اير ويعتبر من يشارك في إجتماعات الحرية والتغيير لا يمثل الحركة بل يمثل نفسه
إذن يمكن أن نقول أن الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال ليست علي قلب رجل واحد ويمكن أن نصفها أنها صاحبة ( كراع جوه وكراع بره)!! في الحكم الآن ، فهل تهدأ العواصف بين عقار وياسر عرمان ؟ أم تزيد؟ وهل يتلاشى الصراع؟ أم يكون كما قال الشاعر العباسي الحلاج :
وكذا من يشرب الراح مع التنين في الصيف .