كلمة المسار
تفهمٌ إقليمي واسعٌ للمجريات
البرهان يبسط الحقائق لمن عمى عليهم الكذبة
الرحلة من بورتسودان إلى نيروبي بدعوة من الرئيس الكيني ، ومن الأولى إلى أديس أبابا ليست بمعزلٍ عن نشاط دبلوماسي كثيف قاد دفته الرئيس البرهان منذ رحلاتٍ سبقت للعديد من العوالم .
وبروتكولياً فإن الدعوة من الدولتين تجئ كاعتذارٍ ضمني عن بعض مواقفها المتعجلة غداة اندلاع حرب المليشيا ، وما لحقها من سموم قذرة بثها النفر الذين ما يزالون يطوفون العوالم منبراً تلو منبر للدفاع عن كل قضاياهم الخاسرة .
والرئيس الذي تفهم أن الدعوات الموجهة تأتي بمثابة سحبٍ تكتيكي لمواقف طائشة لباها نحو مزيد من توضيح الحقائق ، وحتى تدرك تلك الدول والمنظمات الإقليمية المرتبطة بها أن قناعاتهم التي بنيت عليها مواقف خبط العشواء هي أكاذيب لا شأن لها بالواقع والوقائع .
وإذا كان منبر جدة ممثلا في المضيف العربية السعودية قد كان له دوره في إبلاغ هاتين الدولتين، جنبا إلى جنب مع الاتحاد الأفريقي والايغاد أن تقديراتهما السابقة لا تضعها في محل من بإمكانه الاسهام البناء في ما يجري في السودان ، فإن ذات الدول والمنظمات كانت قد تلقت إشارات لا لبس فيها ولا غموض تكشف دور المليشيا في بدء الحرب وما لحق من ويلات. وقد جاءت أبلغ الرسائل من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن منظمات على علم ببواطن الأمور ، ولقد هدأت حدة تصريحات هؤلاء التي فسرت كانحياز صريح للمليشيا ومحرضيها .
في غضون ذلك ظل استقرار موازين البرهان ، ودقة بوصلته نحو الأهداف الوطنية ثابتة لم تتزحزح وفحواها ؛
- الجيش السوداني لم يبدأ الحرب وحتى لم يتحسب لاندلاعها .
- ما ارتكب من فظائع تجاه المدنيين وممتلكاتهم وتجاه المؤسسات الخدمية والبنى التحتية مرصود بالدقة التي لا تحتمل المغالطة.
- امتثالاً لوساطة الأشقاء في السعودية ومعهم الولايات المتحدة، اقبل السودان على التفاوض يحمل شروطاً ليست بالإعجاز، كمحطة هامة لإنهاء الحرب .
- رغم قبول المليشيا بالمخرجات في مستهل جولات التفاوض الا أنها لم تلتزم بأي منها .
- كلما يطلبه هو أن يلتزم التمرد بتعهداته بلوغا لوقف الحرب
ثم جاءت الجولة الأخيرة التي تخلصت لمحورين هامين ؛
الشأن الإنساني وبناء الثقة .
هذا كتاب الجيش السوداني الذي حمله الرئيس خلال جولاته الأخيرة ، وما من شكٍ أن النطاقين الإقليمي والعالمي لم يعد أمامهما اي لبس أو غموض تجاه موقف السودان من حربٍ فرضت على جيشه ، وعلى الاقليم والعالم والوساطة بعد تفهمهما لما يجري وضع الأمور في نصابها ، وتسمية الأشياء بمسمياتها ، وردع المعتدي عبر عدالة يستقيم معيارها .
ومع حراك البرهان الأخير يتوقع السودانيون أن تزيل الدول والمنظمات الغبش الذي عمى عليها وتلتزم الموضوعية المتجردة .