كلمة المسار
ما بين تمجيد اللساتك والحريق والإطاري:
اشعلوا حربهم ثم قالوا “لا للحرب” ثم أنه الفرار
آثر الدقير الفرار من حربٍ هم من نفخ في كيرها.. قالوا : إما الإطاري أو الحرب ولم يتجاوز وعيهم السياسي وحسهم الوطني محطة إحراق اللساتك وتمجيد الحريق ..
والدقير الذي سبقه من فوجتهم السفارات حزم الأمتعة ، ومثله مثلهم لم يقرأ المتنبئ :
وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ
وَكَقَتلِهِ أَن لا يَموتَ قَتيلا
تَلَفُ الَّذي اِتَّخَذَ الجَراءَةَ خُلَّةً
وَعَظَ الَّذي اِتَّخَذَ الفِرارَ خَليلا
ولأن الحرب “أولها كلام” فقد أزكوا شرارتها في طاؤوسيةٍ وقحة سندت ظهرها لفولكر ومن شايعه اقليميا وعالميا ، وحقروا الجيش في كل أدبياتهم دون حياء .. هم من شجع المتمرد على إطلاق الرصاص ويوم أن حمى الوطيس “لملموا البقج وغادروا ليس هربا من القتال الذي فزعوا به أمن البلاد ، بل الأبعد من غضبة أهل البلاد يوم أن سفه الجيش أحلامهم الهشة وثبت أنه لا يطاوله متمرد مهما دعمه عملاء الداخل وأجندة الخارج .
“المجد لكل من أشعل ناراً” .. قالها الهارب الدقير في عنجهية زائفة ، ثم لحق به سلك يخير الناس ما بين الإطاري والحرب ، ويوم أن خاض غمارها الغر الميامين ، وتلاصفت بروق النصر آثروا الفرار ولا عزاء للمتنبئ .
هربوا اليوم وفي أعناقهم كل جريمة ارتكبها المتمرد وشذاذ الآفاق المرتزقة ، ولكن عليهم أن يتذكروا أنهم والغون في الجريمة الكبرى حتى الأذنين ، ولسان الحال أهل البلد أن النسيان غير واردٌ كما أن النسيان مستحيل ؛ أما الجريمة فهي الخيانة العظمى ليس أدنى .
قلناها بالأمس أن إقصاء أقليةٍ هشةٍ لشعب السودان هو محض حلم مأفون ، وقطعة جليد تذوب عند أول شعاعٍ من أشعة الشمس لكنهم أمعنوا في خداع الذات .. قلناها : أن “لا للحرب” تعني “نعم للتمرد ولاحتلال المرتزقة” ، وهناك على أرصفة الحياد وقفوا يرقبون المشهد ويصفقون لتماهي المتمرد مع أجندتهم ، واستسلامه لأحابيلهم .. لكن الحياد لم يكن وارداً عن شرفاء الأمة بل أن الصبية حتى الصبية وقفوا مع جيشهم ، وما من وطني الا وتمنى أن يكون الطلقة والبارودة والمقاتل ..
وصمد الرجال وحاموا عن الأرض والعرض .. نسور الجو .. المدفعية .. أهل الدروع .. المشاة وبهت الذي تمرد . وفيما خرج القادة الرجال من غرف التحكم يلتحمون مع الجند .. البرهان .. الكباشي .. ياسر .. آثر الدقير والإطاريون الفرار تشيعهم لعنات الأمة .
وللسيد الدقير وللإطاريين ؛ أما وقد آثرتم الفرار من نارٍ نفختم في كيرها فإن أمامكم خيارين لا ثالث لهما ؛ فإما البقاء في المنافي إلى ما شاء الله ، أو العودة لمواجهة جرائمكم أما القضاء العادل .