مقالات

لسه ظالمنا الزمن !

المسار نيوز لسه ظالمنا الزمن !

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

مرت الأيام حبيبي ولسه ظالمنا الزمن ، من كان يعتقد أن الخرطوم سوف يفارقها أحبابها ليس رغبة منهم ولكنهم أجبروا لذلك حين هجمة مغول عليهم ، النور الجيلاني شفاه الله وأطال عمره عندما قال : يلا نقوم سيب الخرطوم…. قوم بارحا كان مشتاق إلى جوبا لكن هذا لايعني أنه يريد أن يفارق سمراء النيلين إنما هي رحلة قصيرة ومن ثم يعود إليها

في هجير الدنيا ….ماشي أصلوا لاظل لا غمامة ، هذه الأغنية تعتبر من أعذب واجمل ماكتب ولحن وادى العصفور المغرد النور الجيلاني ، ولعل النور الجيلاني عاصر جيل الغناء المتفرد والنقي الجيل الذي يكتب الجميل و يلحن العذب ويصب العسل الصافي أداءا ، الجيل الذي يمكن أن نسمي من عاصره هو بحق فنان شامل حضورا ومسرحا وخلودا

النور الجيلاني كشاعر إستعمل أسلوب السهل الممتنع وأكثر في تجسيد بلاغة لغتنا العامية السمحة ،وكتب بإحساس مرهف حتي خرجت منه الآهة الصادقة عندما قال : اصلوا ماقايلين واحاتك ندفع الأفراح تمن …آه مر التمن…غالي التمن ، جسد المحسوس وصيره ملموسا يتحرك كان به حياة يضج فيها  النفس الحزين ، تبكي حنينا….تبكي فاقدة الإبتسامة ..تشرق الدمعات وترجي ياصفاها ويا مناما إلى أن ختم الكوبلي تكتم الحيرة وتغالب…تسأل النجمات إلى ما ؟

النورس المغني الحزين الآن بلاشك يتحسر علي مايحدث في وطنه لكنه لايستطيع أن يعبر إلا بالايماءة التي تعبر عنها لغة جسد وجهه عندما تتمعن أسارير محياه ، هذا النورس الحائر تغني لجهابذة شعراء وفحول الغناء السوداني سكب عسلا اخذه من خلية الشاعر استاذي  الصديق جمال عبدالرحيم وشدا له بأعظم ما خطت يداه من مفردات الغناء الجزلة التي صارت الان من الاغنيات الخالدة والمحببة إلى قلب المستمع السوداني قبل اذنه

سواح هو العنوان الذي إختاره النور الجيلاني لماسيته الغنائية المعروف هذه ولعل كل من بارح الخرطوم وترك بيته الذي كل ركن فيه له ذكريات ووقفة تسبب له غصة في حلقه الان ويكاد دمعه أن ينسكب كلما يمر عليه طيف ذكري ، كل من خرج هو سواح وحاله تقول :
أتعب مرة….أرتاح مرة
ومرة أهزي مع القمرا
يا….القمرا ياالقمرا
اقلبي السنسنة الحمرا
وشوفي…. حتي متي يحين الرحيل إلي الخرطوم ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى