للذي يفهم .. يجب مراعاة فروق القوة
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
للذي يفهم .. يجب مراعاة فروق القوة
الذي يقرأ الميدان القتالي بين القوات المسلحة والقوات المتمردة يجب أن يراعي ويدرك تماما من الاقوي ؟ ومن المسيطر؟ ومن الذي يمتلك زمام المبادرة؟ ، هي حرب بدأت غير متكافئة في العدة والعتاد بين جيش منظم له تجارب ثرة يذكرها التاريخ وعرفته حرب أكتوبر وحروبات متنوعة خاضها وجنود وضباط صف وضباط نالوا قسطا واسعا من العلوم الحربية تنقلوا من ميادين تدريب لآخري ومن اكاديميات متعددة وبين قوات تفتقد للقيادة ويكثر فيها التفلت وعدم التدريب الكافي ، ولعل هنالك مقولة عسكرية مشهورة تقول : التدريب القتالي الجيد يقلل الدماء وهذا ما فقدته قوات المتمردين
القوات المسلحة مرتاحة في ارتكازاتها ولعل هنالك بعض الوحدات في الجيش لم تدخل حتي الآن ميدان القتال ليس خوفا ولكن هنالك استراتيجية وخطة لها وزمان مناسب لتدخلها تحدده القيادة علي حسب تقيميها أما المتمردين كلهم شاركوا وحدث لهم إنهاك وعدم استقرار ذهني وجسدي وهذا أثر عليهم سلبا ….لذا كثرت الخسائر في طرفهم
الضربة القوية لمعسكرات التمرد كان لها الأثر القوي والفعال في اضعافهم لانهم فقدوا الماوي القتالي وفقدوا العتاد والإمداد واصبحوا لا مكان لهم إلا بيوت المواطنين وبعض الجهات الخدمية وهذا يشتت الفكر الحربي ويجعل الخوف يسيطر وعندما يسيطر الخوف لاتكون هنالك مبادرة إلا محاولة حماية النفس ونفسية الترقب من خطر قادم يمكن أن يكون في أي لحظة
هنالك إختلاف كبير في العقيدة القتالية ، القوات المسلحة تدافع عن وطن كامل بدافع القسم والوطنية وهؤلاء مذهبهم الارتزاق والقتال من أجل السلب والنهب واحداث بطولات تصويرية لحظية أصبحت الآن لا يلتفت لها ولا تجد التصفيق ولا حتي الإعجاب
الحرب التي تدور الآن انحسر تماما الدعم الدولي للقوات المتمردة بعد أن كان كبيرا في البداية ، ظهرت تنديدات من منظمات دولية ودول كثيرة تدين السلوك البربري للمتمردين عكس القوات المسلحة التي أعتقد أن الدبلوماسية السودانية كان لها الأثر في تحييد بعض الدول المجاورة وكسب دول أخري ساندت مسيرة القوات المسلحة حربا
التكلفة التي دفعتها القوات المتمردة في هذه الحرب كانت فاتورتها عالية جدا لكن لم تحقق مبتغي علي الميدان ولا علي المساندة
اهم مكسب كسبته القوات المسلحة هو الدعم والمؤازرة التي وجدها الجيش السوداني من من جل الشعب والتأييد عكس الامتعاض والرفض للقوات المتمردة وهذا اثر كثيرا في ترجيح كفة القوات المسلحة
إذن هي حرب سوف ينتصر فيها المرتكز المخطط المبادر الذي يمتلك العدة العسكرية المتنوعة والخطة القتالية المميزة والقيادة الموحدة والعزيمة والعقيدة الراسخة…. لا القوات التي فرارها أكثر من (كرها ) ! وتبحث عن ملاذ في منازل المواطنين وتفتقد للقيادة الموحدة وتفتقد للامداد ولا عقيدة لها ولا هدف . إني من منصتي أنظر…. حيث لا أري الآن…. إلا النصر و البقاء حتما سوف يكون للأقوي .