لماذا فشلت (المليونيات)؟
محمد عبيد الله التهامي
لماذا فشلت مظاهرات 30 يونيو؟ لماذ تراجعت (المليونيات) الحقيقية التي عرفتها الشوارع، لتصبح مجرد (عشرات)؟!
الإجابات واضحة.. فقد عاد الوعي للملايين بعد أن كانوا مساقون ب(الخداع).. عاد الوعي فادركت الملايين ان المطلوب منها تحقيق رغبات السياسيين الذين (ظهروا من عدم) ليصبحوا قادة البلاد.. وليصبحوا قادة المشهد.. ولأنهم بلا جماهير، فإن اهم مافي تخطيطهم استنزاف الشارع (موت.. موت.. موت) كلما يقع (شهيد) تبكي النساء وتستدر العواطف وتتضاعف اللعنات على القوات النظامية، وهذا هو مبتغاهم ليكسبوا مساحات جديدة عند الشارع..!! يا للبؤس..!!
هذا هو المخطط المكشوف المفضوح!!
تأسيس علاقة (فصام نكد) بين الشعب وقواته النظامية، لتنهار الدولة الرسمية تماماً، وتسهل عملية تقسيم البلاد، استغلال الشباب لعدم خبرتهم بالالاعيب السياسية.. لبراءتهم وحلمهم بوطن آمن مستقر ومتطور.. لكن بدل ان يحشدوهم ويحشدوا الرأي العام وكل الجماهير باتجاه مطلوبات التحول الديمقراطي، مثل:(التعداد السكاني، إنشاء المفوضيات، تنشيط الأحزاب، إعداد برامج انتخابية، تقسيم الدوائر الجغرافية،… الخ) بدل حشد الطاقات باتجاه تحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي، خدعدوا الملايين وحشدوهم باتجاه (مواصلة المسرحية العبثية السمجة) باسم (المدنية) المجهولة!! تركوا عبارة (التحول الديمقراطي) ، واستخدموا (المدنية) لماذا؟ لأنّ التحول الديمقراطي يتم عن طريق الانتخابات، وهؤلاء أكبر عدو لهم هو (صندوق الانتخابات).. يفضلون رؤية (ملك الموت) ولا رؤية (صندوق الانتخابات) وقد قالها احد أبرز زعامات مسرح العبث (سلك) قالها أمام حشدهم في الاعتصام.. (نكون واضحين.. الانتخابات مابتجيبنا)..
بعد ضياع زمن غالي من عمر الشعب، وبعد ضاعت احلام الجماهير، وتضاعفت المعاناة والعذابات، بعد مرثون طويل شاق، عاد الوعي بالممارسة، وندمت الجماهير بعد أن اكتشفت أساليبهم في الخداع!! ندمت وعرفت انها كانت مخدوعة!! لذلك تحولت (المليونيات) إلى مجرد (عشرات).. وقد اجتهد معهم فولكر وكل سفارات وأدوات الضغط، بدلوا كل الجهد وكل المكر، ولكن الوعي فعل فعل. فماذا أنتم فاعلون..!! لقد أصرت الجماهير. على أنها لن تلعن جيشها، حامي حماها، حائط الصد المنيع في حماية الوطن والدفاع عنه، أصرت الجماهير على أن تؤكد على أن (المليونيات) تحولت إلى مجرد (أفراد) لايزالون مخدوعين، (عشرات).. وأكدت على أن (المخطط) فاشل فاشل فاشل ومقبور، فهل يستطيع فولكر أن يبعث فيهم الحياة