مقالات

مؤشرات في خطاب البرهان !!

المسار نيوز مؤشرات في خطاب البرهان !!

د. عصام بطران

خطابات الرؤساء في الغعاليات والاحداث الخاصة ومناسبات الاعياد السنوية الدينية والوطنية، المحلية والعالمية في العادة لاتخرج عن محتوى بث التهاني والتبريكات واللمس الخفيف على بعض مجريات الراهن الاجتماعي والسياسي ببلدانهم .. وقد اوصى خبراء وكتاب خطابات الرؤساء وعلى رأسهم العراب محمد حسنين هيكل بتقسيم خطاب التهاني والمجاملات الروتينية الى ثلاثة محاور .. الاول: مقدمة تتناسب مع نوع المناسبة لا تتجاوز ١٠% من جملة الخطاب .. والثاني: تعديد ماثر الذكرى واستلهام العبر والنظر الى المستقبل وتمثل ٨٠% من جملة الخطاب .. اما المحور الثالث: تناول القضايا الاجتماعية والسياسية التي تتناسب وطبيعة الحدث او الفعالية وهذا الجانب لا يتعدى ال ١٠% من اصل الخطاب ..- اختلف بالامس خطاب الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عن السائد في مضمون ومحتوى خطابات التهاني والتبريكات والذكريات والاحداث الخاصة وهذا مايؤكد حجم المخاطر التي تمر بالبلاد وتصادف الذكرى 66 للاستقلال المجيد الشئ الذي دعا “البرهان” ان يستشعر القوى السياسية بان الاستقلال ليس فقط خروج المستعمر والتحرر من سيطرته وانما هو اخلاص العمل من اجل البناء والتعمير وحماية البلاد وصون كرامتها وعزتها بتضحية ونكران ذات ..- مؤشرات في خطاب “البرهان” تستدعي الوقوف وقراءة ما بين السطور اهمها جاء حول بناء الدولة السودانية الحديثة القائمة على اساس ان الحرية والسلام والعدالة لن ياتي الا بالتوافق والتراضي الوطني ونبذ الفُرقة والشتات ولعل هذه رسالة ترسل في بريد القوى السياسية المتناحرة على السلطة دون التفكير في ما يفرزه الاختلاف في تفكيك اركان الدولة واهدار امنها القومي ..- ذهب “البرهان” في خطابه بذكرى الاستقلال ان الوضع العصيب الذي تمر به البلاد وحجم التحديات والمصاعب والازمات التي تحيط بكيان الوطن ، وهي في الواقع مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها ، ولا يمكن مواجهتها إلا بالوعي التام .. وهذا مؤشر لقراءات مستقبلية حول خطة لتقسيم البلاد الى دويلات .. وعبارة “المهددات الوجودية” تؤكد ذلك المنحى وتعترف بعمق الازمة التي تواجهها الدولة السودانية في صراع الوجود نتيجة الصراعات السياسية التي تربك الفريسة وتضعفها وتجعلها لقمة سائغة في افواه اجهزة المخابرات الغربية والاقليمية التي تسعى وتخطط للنيل من وجود الدولة السودانية الموحدة .. – دعوة “البرهان” للتحلي بالحكمة واعلاء قيمة الوطن والانتماء له فوق كل الإنتماءات “مؤشر” اخر الى ان ازمة السودان الراهنة في التخندق خلف الاحزاب والايديولوجيا السياسية ولعل الخروج من هذه الخنادق لايتم الا باعلاء قيمة الوطن وجعله فوق كل قيمة وتوجه .. وهذا ما اكدته اشارته الى الحديث حول التنازع على السلطة والانفراد بها مما يؤكد ضرورة التمسك بالشراكة السياسية بين العسكريين والمدنيين وايجاد صيغة تقدم النموذج الامن للخروج بالفترة الانتقالية الى بر الامان واجراء الانتخابات التي تمثل القيمة العليا والهدف الاسمى للفترة الانتقالية ..- تحدث “البرهان” عن تبني بعض القوى السياسية الى خط التظاهرات غير السلمية وازهاق الارواح واتلاف الممتلكات وتعطيل الحياة العامة للناس عن انه امر يوجب على القوى السياسية تحكيم صوت العقل وجعل التوافق طريق لقبول الحوار الجاد وهو مفتوح للجميع والسبيل الوحيد للحكم هو التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات وبذلك قطع البرهان الطريق اما القوى السياسية التي بيتت النية للانفراد بمفاصل السلطة خلال الفترة الانتقالية وهذا ما يخالف كل اعراف واهداف العدالة الانتقالية والانتقال السياسي في دول العالم الذي يقدم التكنوقراط بالشراكة مع القوات المسلحة الوطنية لانهاء فترات الانتقال السياسي لصالح انتخابات حرة ونزيهة ..- رسائل اخرى بعثها البرهان خلال خطابه بذكرى الاستقلال اهمها مضيه والقوى المدنية الوطنية والقوات المسلحة وشركاء الفترة الانتقالية نحو حماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب والعمل الجاد للمحافظة علـى الفتـرة الإنتقالية ونجاحها وإستكمال مهامها والتمسك باتفاق السلام وبناء مؤسسات الحكم الانتقالي وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وقتها المحدد يفوض فيها الشعب السوداني من يختاره لحكم البلاد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى