مقالات

ماترحلي …خليك معاي !

المسار نيوز ماترحلي …خليك معاي !

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

عنوان جميل فيه أقطاب مغنطيسية تجذب العاطفة ،  من كتبه ومن لحنه يجب أن نعطيهما ماسية الإختيار المدهش والتفرد الإبداعي المدوزن الذي لايضاهيه أي إبداع ،  أغنية ماترحلي بلاشك تلمس في قلب كل انسان وترا حساسا  تنقره الأصابع الصادقة لحنا مموسقا لا نشاذ فيه وبالأحري يمكن أن نعبر عن هذا العنوان بالعامية أنه يلمس (حتة جميلة) ! في وجدان كل سوداني له عزيز لايريد أن يفارقه ويبذل قصاري جهده لكي يبقي معه لانه غاص في أعماقه حبا وودا ، عنوان مفعم بطعم الوفاء مترع بالرومانسية الأصيلة الصادقة

من كتب هذه الأغنية الجميلة هو الشاعر الشاب علي إبراهيم شمو ومن وضع اللحن الموسيقي واداها هو الفنان صاحب الصوت الشجي الدافق رنينا والمشنف اذانا المبدع عصام محمد نور، ماترحلي قصة شاعر كتب جمالا وأهداه للفنان عصام محمد نور في ميدان (كورة) بالقرب من مركز الربيع امدرمان هذه الأغنية اخذت حظا من الترتيب اللحني والموسيقي ثم خرجت وتربعت في مصاف الأغنيات اللامعات بريقا و(اللذيذات) إستماعا

ماترحلي …واتصبري وحاتقدري وعشمك هواي ، ماتفكري وراح تعرفي إنك جواي وانو الزمن اوحاك غناي ، هنا أكثر الشاعر من حرف الياء الذي وضعه للتاكيد العاطفي اللفظي ولعل الملحن استفاد من هذه الخاصية ، شمو مدرسته في الشعر الغنائي هي (مدرسة الفرد  ) ومدرسة الفرد في الشعر الغنائي السوداني تعتمد علي العصف الذهني الخيالي العاطفى الجياش والتراكيب اللفظية التي تستفز اللحن أن يصبح جميلا

شاعرنا علي إبراهيم شمو إمتطي خيول إظهار الإحساس الشعري محسوسا بصورة مثلي في نص ماترحلي ونص أغنية (أنساها) التي تغني بها الفنان المتألق وليد زاكي الدين حينما بدأها بالكوبلي الأول: عدت مسارب الضي والعتمة في الخاطر …شهقت كهارب الحي والضلمة لي تأثر… هنا ظهرت التراكيب اللفظية لمدرسة الفرد والمفردات التي تلتف حوله مثل مسارب الضي،  العتمة في الخاطر ، كهارب الحي الخ….

أغنية ماترحلي خليك معاي بلاشك تم تفصيلها بمقاسات فنية دقيقة علي الفنان عصام محمد نور لأن صوته فيه طبقات هي طبقات هذه الأغنية وعندما أداها اضفي عليها حضورا مسرحيا ظاهرا ترنما وتطريبا فالتجربة تقول: ان كل ما لحن الفنان اغنيته زادها إبداعا والتجربة تحكي أن الفنان الراحل المقيم زيدان إبراهيم لحن دررا في هذا المضمار ، ماترحلي تجربة لحنية ممتازة جدا تفرد بها عصام محمد نور

إني من منصتي أنظر…. حيث أري أن هنالك شعراء كتبوا أعذب الأغنيات لكنهم لا ينظر إليهم وهم دائما منسيون وأكثر ظهورا بكلماتهم هم الفنانون ، هذه صور فنية مقلوبة يجب أن تعدل في وضعها الصحيح ، إذن ماترحلي ثنائية جمعت بين من نطق شعرا وأفاض علي ابراهيم شمو ومن صدح لحنا واداءا واطرب عصام محمد نور ودا الغنا ….ولا بلاش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى