مجلس أعلي لمكافحة المخدرات “وضع الدواء على الداء”
السماني عوض الله يكتب :
المقال الذي تم نشره حول الخطر الذي يهدد كل بيت حول انتشار المخدرات وسط المجتمع السوداني أحدث تفاعل كبير وسط المجتمعات الأمر الذي دفعني لمواصلة الحديث حول هذا الموضوع مستصحبا بعض المحاولات التي تقوم بها بعض الجهات في مسعي منها للمساهمة في الحد من الانتشار.
وهذا الموضوع ولاهميته يتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية للحد من انتشار المخدرات التي تستهدف الشباب وفئات عمرية معلومة لا يتجاوز عمرها الثلاثون عاما.
وطالما ان المستهدفين معروفين وهم فئة الشباب فلابد من ان تكون التوعية والمكافحة عبر فئة شابة أيضا لسهولة التواصل ومعرفة اللغة التي يتخاطبون بها والرسالة التي يمكن ايصالها مما يسهم كثيرا في التوعية والحد من الانتشار.
وان كان لابد من الابقاء على اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فالاوجب تغذيتها بدماء من الشباب وتحويلها لمجلس استشاري لتكون اكثر فاعلة فيما تطرحه من موضوعات وبرامج توعوية وتثقيفية للحد من انتشار ظاهرة المخدرات والتي هزت كيان المجتمع واصبحت تشكل خطرا لكل بيت وأسرة في ظل حالة الانفتاح الذي يشهدها السودان.
و لتكون هذه اللجنة اكثر فاعلية وذات دور مهم لابد من أن تتحول الي جهة استشارية تحت مظلة مجلس أعلي ذو صلاحيات واسعة يتبع للمجلس السيادي حتي تكون تلك اللجنة وذاك المجلس اكثر فاعلية للحد على الاقل من تنامي هذه الظاهرة.
ان وجود أمانة عامة او مجلس أعلي لمكافحة المخدرات وتحت مظلة مجلس السيادة يعتبر من انجع الوسائل لمعالجة هذه الظاهرة حيث يتيح ذلك تقوية مراكز علاج الادمان خاصة مركز حياة باعتبار ان تجربته خلال الفترة الماضية كانت ناجحة وساهم كثيرا في عملية التوعية والتأهيل والعلاج.. وأعتقد أن ترك هذا الأمر للمراكز الخاصة فلن تجدي نفعا ولن تقوم بالدور المطلوب في ظل تفشي هذه الظاهرة وسط المجتمع وربما تدخل كل بيت.
كما أنه من الأهمية بمكان تصميم رسائل توعوية متخصصة تستخدم كافة وسائل الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من دور في توعية الشباب حيث انها تخاطب وجدانهم لأنهم اكثر روادا لها ولا يستطيع شاب ان يستغني عنها.
أن الحملات المتقطعة لن تفيد ولن تخفف من انتشار المخدرات فلابد من الديمومة والاستمرار ية بانتاج برامج مستمرة وتكوين المجلس الاعلي لمكافحة المخدرات بدماء شبابية وتحويل اللجنة القومية لمكافحة المخدرات لمجلس استشاري يرفد المجلس الأعلي بالنصح والارشاد والخطط والبرامج تشمل كافة الجهات ذات الصلة.. اعتقد انها وسيلة ناجعة.