مقالات

محمد عثمان المبارك يكتب

المسار نيوز محمد عثمان المبارك يكتب

هذه هي بلادنا يتعدد عامها في جوها بين مرة ومرات ، فشمس حارقة وبرد قارس وغبار عالق ومثار نقع تهاوي كواكب ، وعتمة وليالي حواليك ثم قمر سبعتين حاويلو داره في جمال وجه اللعيب يا بشارة ، وشمس حارقة تغلي الرؤوس وترفع تيرمومتر الزهج ويكاد عقلي يذهب وهذا قبل أن يسطو علينا سارق الذهب ومن بعده ذلك لم نردد سال من شعرها الذهب ولم نفرق بين الشعر ( بكسر الشين) والشعر ( بفتح الشين) ولله الأمر من قبل ومن بعد ، تتقلب الأجواء وتتقلب الأهواء والأمزجة واذا مر يوم لا يأتي مثله ولا تاريخ يعيد نفسه فقد تغير الزمان وإنسانه وتغير المكان وساكنه ولكل زمان حال ولكل أوان رجال ، وكل ذلك في أمة متماسكة رغم الأنواء والعواصف الهوجاء ومرور التتار من هنا وقوافل الفجار من هناك وطير أبابيل وقتال بين هابيل وقابيل وثورات في الطريق كم جندلت من فيل ، ومازال النيل يجري والطرفة تبكي والطرفة ( بضم الطاء) تحكي في بديهة حاضرة والبادية يسعي بين عرصاتها حاديها لا يخاف إلا الله والذئب علي غنمه، يترنم في رباعياته يتمثل طه عشقا ويعشق طه رسولا ويفتخر بعشيرته وينفعه بهمه ويخونه أو يقوده في ذلك فهمه وكذا كل إنسان السودان في لسانه حلاوة سمح السجايا اذا لم يظلم يجود لك بالموجود وإذا ظلمته ضربك بالعود ويمكنه أن يرضيك بقعود حبا وكرامة ، وكما كان إنسانه متعدد لغة ولهجة وعادات وقبائل قد يكون بينها نبوة دهر فتصيبها دائرة فيأتي حكيمها فتضع الفتنة أوزارها ، وهذا هو السودان وشعب متعدد من لا يدركه لا يمكن أن يصنع قراره ، ومن لا يدك تراثه وحتما لا أحد ينبغي له الإحاطة به ولكن يجب أن يتلمسه حتي يخرج بصواب وتلك تحتاج الي شخص صابر أواب ، إنها أمة متعددة فلنجعل من تعددها قوة ، فبلادنا طيبة أرضا ومدرارة سماء ، فلم لا نضع الأيادي فوق بعضها لنبني الوطن الذي نتغني به ، فلما لا نقيل عثراتنا ونمشي في مناكب الوطن بسلام ونعيش بسلام في وطن حدادي مدادي يسع جميع أهله عنوانه الأمل والمحبة والسلام ،

    محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى