محمد عثمان المبارك يكتب
طاف خياله وحلق هازئا بالسحب والأمطار والأنواء ورجعت به عجلة الزمن عدد سنين ونظر حوله فقد جمع فأوعي فكان فوق قارون ظاهرا بل كانت أمنية قارون أن يكون بالقرب منه مستشارا أو أدني ، وبعد أن نادي ورأي الناس قد ذهبوا الي من عنده الذهب غردا كما النسر فوق القمة الشماء كأنه ملك الأمارة ثم عبس وبسر ثم فكر وقدر وقال مالي يا أم الهندسة وأبيها ألم تروا ما أنا فيه فإن سمائي حلوب وسحابي مزن فأتوني بالمطلوب فلم يترددا للآمر فالخزائن مفتوحة وقالا إنا لك من المجيبين ولك ما شئت في الحين فقد كنت بنا حنين ولم تكن ضنين فعلمت العصفورة وطارت مع الطيور فرمي صاحبنا الشباك وأرسل العيون وسافر كالمجنون ولم يجد غير جزاء سنمار ورجع بخفي حنين فلم يتزود من زائد ولم يجد من يبرأ الجراح ولم يظفر بالجارح فإن العصفور قد راح فعليك مناجاة جن سليمان إن كان لذلك سبيلا أو تكون لك الرياح رواحها شهرا وغدوها شهر وليت الهدهد كان حاضرا فقد يأتيك بخبر يقين ، فقد أحضرت اللؤلؤ والمرجان ولكن خاب حظك عند قارعة الفنجان فأذهب قد تجد لؤلؤة بضه في شط البحرين أو أرجع لشيخك ليفتيك في العصفورة ويخبرك ما الفرق بين العصفورة والنافورة والماسورة وهل ركبت التونسية ولسان حالك يقول ويل للمهندسة من مشهد يوم عظيم فقد جرحت القلب وشكت الفؤاد فمن يسعد القلب المعني ، فناجي الشيخ أخري وليكتب لك آية وقلاده من كل سورة حتي تعيش مع خيالك بالصورة .