مذبحة بافالو ؛
القصة الكاملة
“أراد أكبر عدد من الأرواح”.. كيف خطط منفذ “مجزرة نيويورك” لجريمته؟
الحرة / وكالات – واشنطن
تكشفت حقائق جديدة، الأحد، بعد ساعات على إقدام شاب مسلّح في الثامنة عشرة من العمر، على فتح النار في سوبرماركت، في بوفالو بشمال ولاية نيويورك، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل معظمهم أميركيّون من أصول أفريقيّة، في حادثة اعتبرتها السلطات مجزرة ذات طابع عنصري.
وقال ستيفن بيلونجيا، الشرطي في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في بوفالو، خلال مؤتمر صحفي في هذه المدينة الشماليّة الواقعة على بحيرة إيرييه قرب الحدود مع كندا، “نحقّق في هذه الحادثة باعتبارها جريمة مدفوعة بالكراهية وقضيّة تطرّف عنيف بدوافع عنصريّة”.
وأوقف القاتل على الفور في مكان الواقعة، وهو ملاحق بتهمة “القتل العمد مع سبق الإصرار”، وقد أودِع السجن.
وقال مسؤولو إنفاذ القانون إن القاتل بحث عن الأماكن التي بها كثافة عالية من السكان السود، ووصل إلى هناك قبل يوم واحد على الأقل لإجراء استطلاع.
وأكدت السلطات أن المسلح أطلق النار، في المجموع، على 11 من أصحاب البشرة السوداء، وشخصين بيض السبت، في هجوم بدافع الكراهية العنصرية بثه على الهواء مباشرة.
وقال رئيس بلدية بوفالو، بايرون براون، في مؤتمر صحفي، الأحد: “لقد جاء هذا الشخص إلى هنا بهدف صريح، وهو قتل أكبر عدد ممكن من الأرواح السوداء”.
وذكر مسؤولون لوكالة أسوشييتد برس أن مطلق النار، المعروف باسم بايتون جندرون، كان قد هدد سابقًا بإطلاق النار في مدرسته الثانوية في يونيو الماضي.
وقال جوزف غراماليا، قائد شرطة بوفالو، إن الشاب البالغ من العمر 17 عامًا وقتها، تم إحضاره لتقييم الصحة العقلية بعد ذلك.
في غضون ذلك، كانت السلطات الفيدرالية لا تزال تعمل على مراجعة صحة البيان العنصري المكون من 180 صفحة، الذي يوضح بالتفصيل المؤامرة، حسبما قال مسؤول إنفاذ القانون لوكالة أسوشييتد برس.
كما طالبت حاكمة نيويورك، كاثي هوكول، وهي من مواطني بافالو، شركات صناعة التكنولوجيا بتحمل مسؤوليتها في وقف نشر خطاب الكراهية.
وأكدت هوكول أن رؤساء شركات التكنولوجيا “يجب أن يخضعوا للمساءلة وأن يؤكدوا لنا جميعًا أنهم يتخذون كل خطوة بشرية ممكنة حتى نتمكن من مراقبة هذه المعلومات”.
وقالت: “كيف تتخمر هذه الأفكار الفاسدة على وسائل التواصل الاجتماعي. تنتشر مثل الفيروس الآن”، مضيفة أن الافتقار إلى الإشراف قد يدفع الآخرين إلى محاكاة مطلق النار.
وقالت الشرطة والسلطات القضائيّة المحلّية إنّ المتهم شاب أبيض يبلغ 18 عامًا يرتدي زيًا من النوع العسكري وكانت بحوزته سترة واقية من الرصاص وخوذة وكاميرا من أجل بثّ جريمته مباشرة على الإنترنت.
وأكد غراماليا أن الشاب أطلق النار في البداية على أربعة أشخاص في ساحة لركن السيّارات في سوبرماركت “تُوبْس”، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، قبل دخوله إلى المتجر حيث ارتكب مجزرة.
وفي السوبرماركت أطلقَ عليه حارس أمني، هو شرطيّ متقاعد، النار. لكنّ الشاب المحميّ بسترته الواقية من الرصاص لم يُصب، وأطلق النار على الحارس.
ووصف جون غارسيا، مسؤول الشرطة في مقاطعة إرييه، الهجوم بأنّه “جريمة مدفوعة بالكراهية” وبأنّها “عنصريّة” ارتكبها رجل “يجسد الشرّ”.
وتُشير عبارة “جرائم الكراهية” تقليديًا في الولايات المتحدة إلى فعل موَجّه ضدّ شخص بسبب عناصر في هويته مثل العرق أو الدين أو الجنسيّة أو التوجّه الجنسي أو إعاقة محدّدة. وبما أنها جريمة فيدراليّة تنطوي على ظروف تشددية، فهي تؤدي تلقائيًا إلى عقوبات أقسى.
وردا على سؤال عما إذا كان مطلق النار يواجه عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي، قال الممثل المحلي للنيابة العامة إن “كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة”.
وبدأ منفّذ العمليّة الذي كان يحمل كاميرا بثّ جريمته على منصّة “تويتش”، التي أعلنت أنها “صدمت”، ووعدت بـ”عدم التسامح مطلقًا مع أيّ شكل من أشكال العنف”.
وقالت الشبكة الاجتماعيّة إنّ المحتوى حذِف بعد “دقيقتين” على بدء بثّه وإنّه جرى “تعليق حساب المهاجم نهائيًا”، مشيرة إلى أنّ “كلّ الحسابات التي يُحتمل أن تُعيد نشر هذا المحتوى تخضع للرقابة”.
وتحدّثت وسائل إعلام أميركيّة أيضًا عن “بيان” ذي طبيعة عنصريّة نُشر على الإنترنت، كما هو الحال غالبًا في الجرائم التي يرتكبها متعصّبون للعرق الأبيض.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن هذا “البيان” أن المشتبه به “استوحى” عمله من جرائم ارتكبها متطرفون يؤمنون بتفوق العرق الأبيض، بما في ذلك مذبحة عام 2019 التي راح ضحيتها 51 مصليًا في مسجدين في مدينة كرايست تشرش في نيوزيلندا.
ووجد تحقيق أولي أن جندرون قد زار مرارًا وتكرارًا مواقع تتبنى إيديولوجيات التفوق الأبيض ونظريات المؤامرة القائمة على العرق، وأجرى بحثًا مكثفًا حول إطلاق النار على مسجد عام 2019 في كرايستشيرش.
وقال غراماليا: “يبدو أنه جاء إلى هنا لتحديد نطاق المنطقة، للقيام ببعض أعمال الاستطلاع في المنطقة قبل أن يقوم بعمله الشرير والمثير للاشمئزا”.
وقال المسؤول إن جيندرون ظهر على رادار الشرطة العام الماضي بعد أن هدد بإطلاق النار في مدرسة سسكويهانا الثانوية في وقت التخرج. وقالت شرطة ولاية نيويورك، إنه تم استدعاء جنود إلى مدرسة كونكلين في 8 يونيو 2021، للحصول على تقرير يفيد بأن طالبًا يبلغ من العمر 17 عامًا، أدلى بتصريحات تهديد.
وندد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، في واشنطن بالجريمة خلال تكريم عناصر في الشرطة قضوا خلال أداء واجبهم وقال “علينا أن نعمل معا لمكافحة الكراهية التي تبقى وصمة على جبين أميركا”.
•