من الراحل المقيم أحمد عطا المنان وحتى عمر المروءات :
يتناسل فعل الخير مغروساً في جينة التكوين
خلوة لمنطقة ابو سويل بولاية نهر النيل تعليم وإعاشةٌ وتكيةٌ لوجه الله
عمر احمد عطا المنان أو عمر الخير إن شئت ، لا يبحث عن بهرج الأضواء ، ولا مايكات القنوات الدولية كمثل غيره ، ولو أراد فإن موقع الأضواء والأنباء والشهرة الكذوب هو قلب المدائن ، لكن عمر الخير تخير “ابوسويِّل” .. هل سمع أهل البهرج الحضري بهذا الإسم من أساسه ؟ .. تخيرها وأطلق عليها اسم جدهم الأكبر علي ود آدم .
وإن كانت الأطماع القريبة والشهرة مبغى لمن يستهدفون بفعالهم البهرج الحضري وغالب فعلهم رئاء الناس ، فإن سليل الخيرين لا يضع في حساباته الموازين الدنيوية البحتة ؛ بل أن هدفه في كل “تقاوي” الخير التي يبذر ، هو إعمار الدنيا بالمروءات والفضائل في عوالم منسية ولأهله “الغبش” ..
والرجل في نهجه هذا تخير منطقة ابو سويل في سهوب ولاية نهر النيل التي قد لا يحفل بها إلا أهل الخير المحض من تشربوه من الكبار أمثال الشيخ الوقور المذكور أحمد عطا المنان ، بحيث يصدق في حق أحمد وعمر مأثور القول : من شابه أباه فما ظلم ، أو فلنقل : الشئ من معدنه لا يستغرب
وأي صرحٍ تخيره عمر الخير ؟ .. إنها الخلوة من تناثر ضياء الفضائل وتهدي القلوب ، وترعى الجميع ، حفيظة على أخلاقهم عبر قيم الدين القويم .. وهي الخلوة من تعين على إعاشة طالب العلم ، وبناء مجتمع يشيع معاني التكافل والتراحم ومصطلح “شيلني واشيلك” بالحق وليس بالباطل .. وهي الخلوة من تفتح ابوابها لأهل المنطقة للتحصيل العلمي لأعلى العلوم قدراً عند الله ، دون أن تطالبهم برسومٍ دراسيةٍ ، أو أن تعرضهم لرهق “جيب ولي أمرك” ، أو أن تطرد أيهم من مجالس التحصيل “عشان ما سدد الرسوم” ..
وهي الخلوة من تفتح أبوابها وذراعيها وقلبها للعاني والفقير وابن السبيل من أينما جاء ..
أي عمرٍ هذا من يجافي بهرج المدائن ليزرع الخير في الضهاري ! ..
وهناك في ابو سويل اجتمعوا من كل صوبٍ وحدبٍ .. من ولاية نهر النيل هواوير وجعليين وغيرهم .. من الخرطوم بطاحين وشيوخ وإدارات أهلية . اجتمعوا لأن البهو هو سرادق للفضائل لن يداخله الغناء الهابط ولا نثر الأموال على رؤوس القونات ، ولا الرقص الهابط ذلك أن الجمع أرفع والمناسبة أسمى ..
وفي البهو الفخيم لمس عمر عطا المنان عصب الخير في القلوب فتلاصفت بروق السجايا ، وأزل الخير كخلةٍ إنسانيةٍ أن يعدي .. ونهض البعض يتبرعون بما هو مستطاعٍ إسهاماً في بناءٍ لا تدانيه الأبراج والقصور .. أبشر أبا أحمد هو البيع الرابح .
ولا نملك سوى القول :
شويم لي ابسويٍِل والغبش في بالو
عمر الوجب الخير والسمح راس مالو
ربحان بيعك العاس الفضل تربالو
ورثاً هول ابوك دربو المشتبو فعالو