مَضى طاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ غَداةَ ثَوى إِلّا اِشتَهَت أَنَّها قَبرُ
شوقي هول الصدمة وشآبيب الرحمة
شوقي حسن سليمان .. كانت ثم عتبة واحدة نحو يوم الله الأعظم .. الوقوف بعرفة .. لكن أقدار الله أرادت لشوقي أن يشهد اليوم الكبير في رحاب ربه ..
وانسرب الرجل الأمة هكذا دون مقدمات ، وكأنما الأوراق التي أمامه تتسابق نحو التوقيع الأخير ! ..
ورغم فداحة الرحيل للأسرة بكل امتداداتها ، إلا أن البلاد عامةً والفسطاط الاعلامي خاصة فقد رقماً كان حفياً بساحة خبرها جيداً ، ومن موقعه كمدير إقليمي لعرب سات لم يسقط الوطن من حساباته .. كات أخلص ما يكون لمخدمه الإقليمي بيد أن توقده الذهني الأخاذ كان يزن معادلة الإخلاص لوظيفته الفخيمة ولبلاده .
نعاه الناعي وتفطرت قلوب مجاميع بين أسرته وعشيرته واصدقائه ، ومن جمعت بينهم الأعمال من الإعلاميين ، وقد نعى الاعلامي خالد الاعيسر شوقي الإنسان ، وشوقي الإعلامي وشوقي الوطني المنحاز لبلاده ، وشهد الرجل بدور الراحل في نجاح قناة النيلين الرياضية .
وفي أحلك اللحظات الاقتصادية ، وتراكم ديون عرب سات على القنوات السودانية “ورغم إنه كان يمثل الدائن، إلا أنه لم ينس إنه ابن هذا الوطن، فبذل كل جهد ممكن في رحلات مكوكية واتصالات لم تتوقف، هدفت كلها لتخفيف الديون وتيسير جدولتها بما يضمن استمرار الخدمة واستمرار العلاقة الوثيقة لعربسات مع السودان، ونجح في مساعيه مع تحقيق رضا الطرفين” يقول الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الإعلام السابق .
وإن كان من عزاء رغم هول الصدمة العاصف ، فهو نقاء السيرة التي خلفها شوقي كنموذج تمشي الركبان بمآثره..
وبعد .. وعرف عن الموت صياد نقاد يتخير الجياد .. اللهم وقد تخيرت شوقي إلى جوارك في يوم تحبه ، نسألك أن تسبغ عليه الرحمة والمغفرة ، وأن تزفه الملائك إلى أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء.. نسألك اللهم أن تفيض السلوى وحسن العزاء على أسرته وعشيرته وزملائه من خبروه سمحاً كريماً كانت سيرته هي التزام الفضائل وحسن الشمائل ..
شوقي .. إنا لله وإنا إليه راجعون..