هذا زمان السمكرة !!
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
طريقة السمكرة ربما تجدي للعربة عندما يحدث لها حادث حركة ، ولربما تعيد العربة إلي شكلها القديم بإضافة مزيد من أدوات المكياج (السمكرية) !! التي يجتهد فيها السمكرجي اجتهادا شديدا لكن (شفوت) السماسرة يعرفون ذلك مهما برع السمكرجي واخفي ما حدث لها من تشوه ، السمساري تارة يكون صادقا يظهر عيبها للذي يريد أن يشتريها لكن في الغالب الأعم يعمل فيها متعامي من أجل الحصول علي الطاقية واتعابه
أسلوب السمكرة السياسية الذي ظل يتبع في هذه البلاد منذ فترة أصبح ظاهرا ، فئة معينة تلقي دعما خارجيا وأجنبيا كبيرا وضخما ظلت تسمكر ما شاب الوضع السياسي من حادث أليم في جسمه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، كل مرة تخال نفسها أنها عالجت تشوها قد حدث لكن يزداد هذا التشوه زيادة كبيرة ويسمكر مرة ثانية ويصير شكله أقبح من الذي ذهب ، هكذا نحن ظلننا نعيش في هذه الدوامة التي لم يفلح السمكرجية السياسيون حتي الآن لإصلاح ما فسد والظهور بالوجه الذي يشبه هذه البلاد وسماحة أهلها
المتحدث الرسمي بإسم الإتفاق الإطاري أعلن في تصريح له إن ماتبقي من الورش سوف تنفذ في غضون الأيام القادمات بل حدد أن ورشة ورشة السلام سوف تعقد يوم ٣١ من الشهر الجاري ، كل الترتيبات وضعها فولكر ، دفع فاتورة القيام ، حدد الشخصيات التي تحضرها ، المكان ، الطبخة التي يريد أن يطبخها في هذه الورشة التي يعتبر هو وأشخاص يحسبون بالاصابع عكفوا علي طبخة جديدة وسمكرة لها ، أكبر الحركات التي وقعت علي إتفاقية سلام جوبا رفضت دعوة فولكر لحضور هذا الخطل والعصف السالب ، رفضوا لأن هذه الورشة تأتي ضمن مخرجات الإطاري وهم يرفضون الإطاري جملة وتفصيلا ولم يوقعوا عليه
السؤال الذي يطرح نفسه كيف تكون هذه الورشة إذا كان أصحاب المصلحة الأساسية وهم الحركات الموقعة علي إتفاق جوبا غير مشاركين فيها ؟ ، إذن كيف تكون مخرجات هذه الورشة في أرض الواقع إذا كان من ينفذونها اداروا ظهورهم لها ، بالتاكيد لايستقيم الأمر ومن يقل غير ذلك فهو لايدري أنه يدري !! وهو الذي يضع عصابة سوداء علي عيونه ويمشي ولا يعرف ما الذي أمامه ولا خلفه ، حتما سوف يسقط أمام حجر كبير أو يقع في هوة سحيقة
لنكن واضحين أن مايتم الآن في المشهد السياسي هو سمكرة المعوج الذي يشبه اعوجاج ( الضلعة القصيرة ) التي توجد في الصدر إن اردت ان تعدلها تنكسر وتؤذي صاحبها ، هذا زمان السمكرة ! فلا سمكرة تجدي بعد الآن لأن أساليب السمكرة التي مللنا منها قد فشلت في إخراج هذه البلاد من الطين السياسي ( اللكوك ) الذي ادخلنا فيه الأجنبي وزبانيته ولا زلنا فيه ، لك الله يابلادي .