مقالات
هل إنت جادي
إنها إحدي الكبر وحيرة كبري وفرية ما سمع بها الزمان أن تتحدث عن القيم والأخلاق وأن تسوق خطابا إسلامي وحديثا دينيا كأنما تطلقه من منبر كما كان يعمل معلموك فنعم التلميذ أنت ، فقد شبعنا من مثل هذه الأحاديث السمجة ثلاثون عاما أو يزيد فما أغنت عنهم شئيا ، وما وجد شعبنا منها غير أن سقته حميما ونقلته من الجحيم الي لظي ، وها أنت الآن علي خطاهم سائرا ومازلت أسيرا لفكرهم الذي أورد البلاد المهالك ، خطابات دينية كذوبة عرفها شعبنا خصوصا اذا ما أطلاقها الباحث عن السلطة والساعي لكرسيها والجاثي تحت أقدام سلطانها ، أو علماء السلطان المنتظرون النوال الملتقطو العطايا ، فمثل هذا الحديث ظللنا نسمعه في حقب ماضية بعمر جيل أرجعتنا الي عهود الظلام وتوزيع صكوك الغفران ، فيا أيها الأمير حمتي ، ويا أيها الإمام الغائب ، فمثل خطابك هذا لا يقسم كما يقول الشباب وأعلم أيها الأمير بأن منابر الذئاب أصبحت لا يسمع لها الشعب السوداني والأحاديث الدينية التي لا توافق فعال صاحبها ليس لها سامع ، فأنت يا سعادة أمير الزمان تتحدث عن الشعب السوداني وتزعم أنك له نصير ، فأنت وجنودك قد طردته من بيته هل كان قصدك أن يهاجر في سبيل الله ، أم قصدت بخروجه هذا جهادا في سبيل الله وما عند الله خير لهم من بيوتهم وبشرتهم في بيت في الجنة !! ثم يأتي أشاوسك لبيته لينقبوا عن الديمقراطية في أركان غرفه وبين عرصاته ، قد يكون ولا علم لنا إلا ما علمتنا وفوق كل ذي علم عليم ، ثم ماذا لو سرق جنودك سيارات المواطنين ، يا تري هل ليطادوا بها الديمقراطية الهاربة ، ثم ماذا عن أثاث المواطن الذي يحمله عسسك ويباع في سوق دقلو ، قد يكون هذا تخفيفا للمواطن وتوزيعا للثروة وفق نظرية العدل ، ثم ماذا عن خطف الفتيات وبيع الصبايا ، لا ضير فهذا ملك يمين وسبيا حلالا طيبا ، وما قولك أيها الأمير في إغتصاب الحرائر ، كما قلت سابقا ملك يمين وما فعلنا إلا أن نأتي منهن بنسل صالح يعمر الأرض بعد خرابها ، فهذه سادتي إفادات الأمير الغائب ، هذا الأمير تلميذ نجيب ومن شابه أباه فما ظلم ، ثم مازال الأمير الغائب قدس الله سره يحدثنا عن الأخلاق ويحدثنا عن القيم ويردد أسطوانة الديمقراطية ويتحدث عن الفلول وهو من سلالتهم ومن أبر أبنائهم حتي أن كبير الفلول سماه حمايتي ، فكان إبنه المدلل ولذلك رافقه مدلل وسار بسير أبيه وقال خطاب رهطه المعاد الذي سمعناه من نظامه المباد ، فأعلم أيها الأمير وسيدي الأمام الغائب بأن خطابك هذا قد ولي زمانه وحديثك كيف يتماشى مع فعلتك التي فعلت وكيف يصدقك المواطن وأنت وجندك اقتحمت منزله دون إذن ، بل طردته وفرقت بينه وزوجه وباعدت بين أسفاره وحرمته من بنيه ، ثم تصعد مرة أخري المنبر وتتحدث عن العهود وأنت الذابح ، وأنت القاتل ، وأنت الطارد ، وأنت المغتصب ، وجنودك غائبي العقل كما أنت غائب ، حفظ الله البلاد وحمي السودان من شركم .
شندقاوي