مقالات

هل تسمعون

المسار نيوز هل تسمعون
  • القوي العظمي تبني إقتصادياتها علي الفوضي الخلاقة في أماكن المواد الأولية والسودان خزنة ثروات آن أوانها لسرقة أرضها فلا ترجأ منهم خيرا فهم يعملون لمصلحتهم المبنية علي غفلة الأخرين وتشاكسهم مع بعضهم البعض والذين يحجون إليهم في الشهر مرتين وينشدون عندهم الحلول كباسط كفيه للماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ، إن الشعوب التي تحمل غسيلها لتشره عند الأخرين حتما وضعوه في مكانه اللائق عندهم وهو مكب النفايات ، لم نسمع عند المنظمات التي يمسكونها ويمولونها من دم إنسان العالم الثالث ويسمونها زورا وبهتانا المنظمات الدولية وما هي إلا مخالب قط تنهش فريستها من الدول الضعيفة التي لم تملك أمرها أو باعها السماسرة أو العملاء من بنوها وسكنوا في بيت أوهن من بيت العنكبوت ، مثل هذه الدول ينظر إليها أصحاب القرار ومالكي القوة أنهم زيادة عدد وعبء علي العالم وزبدا رابيا فليذهبوا ليستفيد العالم من أرضهم ، أما إذا تقاتلنا وسالت دماؤنا أنهارا وحصدتنا آلة الموت التي يصدرونها لنا ليلا ونهارا ثم يكذبون وعلي مصابنا يتحسرون ونفاقا يبكون ثم بعدها ليس مهما غير قلقهم المكتوب والمسموع ، ليت السامعين والقارئين يسمعوا ويروا كيف يتسابقون علي إسرائيل ويضمدون جراحها ويبكون قتلاها ، ويتكالبون اذا مستها نملة ويرسلون حاملة طائرات وبوارج حربية شاكية السلاح وأموال تنوء بها أولي العصبة من الرجال وسفن حاملة ما تشتهي الأنفس طعاما وكسوة ودواء ، أما نحن عندهم كفئران تجارب يجرب فينا ما تم هندسته وراثيا ، وإن أصابنا داء وألم بنا مرض تبكي منظمة صحتهم العالمية متثاقلة عند الفزع ثم يتحدثون عن الإنسانية وفينا من يسمع لقولهم ويركن لهم ويبتغي عندهم العزة ، فالعزة لا تأتي هبات بل بالكد والسير علي الأشواك ومقاومة السحب والأمطار والأنواء بعزيمة لا تلن وإرادة لا تنكسر ، فإن الشعوب التي لا تعي دورها ولا تعرف واجبها فإنها حتما إلي الزول أقرب ، والسودان مثالا حي إجتمعت فيه عوامل القوة ، أرض مبسوطة وأودية وأنهارا وسماء مدرارا ، تعدد فيه المناخ وتعددت فيه الثقافات فكان كبستان فيه من كل الثمرات وكل تلك الهبات لم تجد من يخلطها في بوتقة واحدة وكل تلك العناصر لم تجدد من يأخذ بالأسباب بل منذ الإستقلال بدأت فوهة البركان ثم وجدت البلاد من أبنائها من يزيد حطبها حتي صارت نارا وقودها الناس والحجارة فقد كان البلاد تسير من فشل الي فشل ومن ركام الي حطام ونمت كل تلك المعضلات وأهلها ساهون ولاهون وساستها يتطاحنون وكل حزب بما لديهم فرحون حتي صارت البلاد في مهب الريح وطمع فيها الجار القريب وأضحت وكالة بدون بواب هجرها بنوها ودخلها المهاجرون ومشي فيها غرئب الوجه واليد واللسان فنظر إليها الطامعون وأختاروا من أبنائها لعب الدور المعلوم فمنهم من هرع بغباء ومنهم من باع واشتري فيما لا يملك لمن لا يستحق ، وكثر المتحدثون باسم الشعب وهم لا يعرفونه وبرز أصحاب الأقلام المأجورة وانتشرت جماعات ومنظمات ومخابرات وورش خراب وثعالب في المحراب فكثر الهرج والمرج وغابت ملامح الدولة ، كل ذلك كان يقودنا الي ما نحن فيه الآن وقد عمق الساسة الشقة وتركوا الشعب لعوامل القهر الثلاث الفقر والجهل والمرض حتي أصبحنا رجل أفريقيا المريض فكثر حولنا الساطون ونزل بأرضنا البغاث وغابت البلاد تحت ليل حلوك وفي غمرة الخطب ذهب جنوب البلاد ومن هنا بدأ المسلسل وما نخرج من جحيم حتي نقع في نار فهاجرت عنا الأخلاق ورفعت الأمانة وكل شئ إندثر والفساد إنتشر ثم ماذا يكون اذا أصبح الجهل حاكما وصار له السياسي ظهير حتما إنها المهالك وبوابة شر فتحت علي مصرعيها وتدخل سافر من كل حقير وهجمة شرسة من كل طامع وفوق ذلك ساسة غافلون أو نائمون أو بائعون أو عن المكاسب يبحثون فعلت مقلتيهم السمادر فلم ينظروا الشعب ولم يروا حال البلاد حتي صار قرارها عند زائد ومفتاحها عند دبي وقاتلها من أم جرس وسيائسها يضرب عليها الجرس ومصلحها يبحث إصلاحها في هضبة إثيوبيا وهي نفسها فوة بركان فكيف تجد الحلق عند من ليس له أذان ، وهكذا هنا وهانت بلادنا وليست هنالك ثمة مخرج حتي نعود الي الرشد ونصحو من النوم ونعرف من أين تأتي الريح ويكون قولنا وفعلنا جميعا الباب الذي تأتي منه الريح يجب علينا سده لنستريح ، فكيف بدويلة عديمة التاريخ والذكري أن تبيع فينا وتشتري فإن لم ننتبه سيحمل كل منا مفتاح بيته ممنيا نفسه بالعودة حيث لا رجعة وفلسطين شاهدا وأهلها شهود ، إنها أفواج غزو وجراد يغزو أرض ترهاقا ويمسح تاريخ بعانخي فلا تكون كمن يخربون بيوتهم بأيديهم وهم لا يعلمون ، وقد رأيتم بأم أعينكم كيف صارت الخرطوم وهرب الأخ من أخيه وحليلته وبنيه ، وكم منهم مات حسرة خارج بيته وبعيدا عن أرضه ومقابر ربعه وعز علي شقيقه الوقوف علي قبره وهل بعد ذلك مأساة ؟ وعلي أهل السودان أن يقفوا قليلا فإن بلادهم ذاهبة دون رجعة إن لم يكونوا علي قدر المسئولية فقد تكالب عليها من لا يعرف قدرها ولا يدرك قيمتها وليس له فيها ذكري ولا ذكريات ولم يكن له أب أو جد فوق أرضها دفن أو مات ولم تضمه أم ولم يعزه خال ، إنهم الغرباء والتتار وأفواج المغول يجوسون خلال دياركم فهل أنتم تسمعون ؟ محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى