مقالات

♦ مدارس الكودة منحتنا الامل وهزمتنا الوزارة …

المسار نيوز ♦ مدارس الكودة منحتنا الامل وهزمتنا الوزارة …

✒ عاصم الدسوقي

وهكذا هي الحرب ادخلت الجميع في دهاليز العتمة والظلام وغابت الرؤية واصبحنا ننظر للغد المجهول ، ثم كنا امام واقع ان تستمر الحياة بكل آلامها ومالاتها التي خلفتها علينا ، او نستسلم للواقع المرير واكثر من سته ملايين من الطلاب ينتظرون رحمة السماء ، ويقبضون علي جمرة الصبر وينتظرون …. ونحن معهم نجد ونجتهد ونبحث في كل المكاتب والاضابير عن مستقبل ابناؤنا لإكمال تعليمهم ومواصلة مسيرتهم الاكاديمية ولا احد يستطيع ان يتخذ قرار او التفكير خارج الصندوق لإنقاذ ما يمكن تلافيه ….

غياب تام للحكومة وبيات شتوي قاتل وعميق لوزارة التربية والتعليم وها هو العام الثاني يدخل وتقترب مواعيد الامتحانات وليس هنالك بشريات او امل ولا احد يستطيع ان ينطق ببنت شفة او يستطيع ان ياتي بجديد ….

هدر الزمن الذي يحدث الان هو فعليا حالة قتل مع سبق الاصرار لمستقبل ابناؤنا الطلاب سيدفع ضريبته الوطن الذي يتطلع لغد اكبر تحديا واكثر اشراقا في ظل تحديات جسام نعيشها اليوم علي ارض الواقع والحرب تقضي علي اخضر ويابس السودان من خلال الاستهداف العالمي لموارد ومدخرات وخيرات وثروات الوطن الحبيب …

سبق وان تقدم اؤلياء امور الطلاب العالقين بمجلس اباء مدارس الكودة بمصر بعد اجتماعات عديده بمقترح لادارة المدرسة وهم يحملون هم مستقبل وطن متمثل في اجيال تحتاج الي التواصل الاكاديمي بعد استحالة اجراء امتحانات للعالقين او القادمين الجدد لهذا العام ، وكان الراي والمشورة عبر اولياء الامور ان يتم التنسيق مع وزارة التعليم المصرية والحاق الطلاب للجلوس للشهادة الثانوية بالمنهج المصري ..

راي صائب وقوي تم اتخاذه وهو يحمل الامل بسد الفجوة التعليمية في السودان التي تركتها الحرب واخلت بعملية تواصل الاجيال عبر الحزمة الأكاديمية التي تمثل مستقبل الوطن في كل مجالات الحياة المدنية والعسكرية والانسانية والرياضية والاجتماعية والفنية والاقتصادية والسياسية …

هذه المبادرة حملتها وتبنتها مدارس الكودة ومنحتنا الامل لانزالها لارض الواقع لانقاذ وإخراج ابناؤنا الطلاب من الحالة النفسية القاسية التي يمرون بها ، لكن هزمتنا الوزارة وضاع الامل وضاع مستقبل ابناؤنا وهم اكثر احباطا وبؤسا وحزنننا بعد ان تهيأ الجميع فرحا بهذه الخطوة الموفقة وتم وأدوها في مهدها من قبل الوزارة ….

كنا نامل بان تكون الوزارة واهل الشأن اكثر حرصا ويلتقطوا هذه المبادرة ، وان يتبناها الجميع من اجل الحافظ علي المسيرة التربوية والتعلمية للطالب السوداني ، ولكن للأسف قوبلت بحرب شعواء وتجريم مؤسف ، وتهديد مباشر بسحب رخصة المدرسة التعليمية وتعرضهم لعقوبات ؟؟؟ ااي ذنب جنيتم فاندلعت هذه الثورة الهوجاء !!! علما بانه ليس هنالك اسباب منطقية لهذا الفعل المعوق والهدام …

ماذا يضير ان يجلس طلاب المرحلة الثانوية العالقين والجدد والقادمين الاخرين للمنهج المصري ؟ حتي لا يكون هنالك فراغ اكاديمي او تراكم دفعات ..

هنالك اسئلة تفرض نفسها هل عندما يجلس ويمتحن الطالب السوداني المنهج المصري في ظل هذه الظروف المعلومة للجميع ، ذلك يعني اننا تنكرنا او دثرنا الهوية والثقافة السودانية ؟ اي منطق هذا !!! …
ثم ثانيا هل سنقف هكذا دون ان نفكر في كيفية ايجاد حلول في ظل تطاول امد الحرب وتسارع الايام وتداخل الفصول الدارسية …

علما بان هنالك طلاب مصريين كثر يجلسون سنويا لامتحانات الشهادة السودانية في ظروف عادية وليس استثنائية كما الحال الان للطالب السوداني ، حتي يستفيدوا من مميزاتها الاكاديمية للدخول للجامعات المصرية وهل غير هذا الفعل من الهوية المصرية او اثر في العملية التربوية او الاكاديمية لمصر ؟ ……

عموما الاسباب التي استندت عليها الوزارة وعللتها هي اسباب غير مقنعه وبعيده كل البعد عن مصلحة الوطن والطالب واوليا الامور الذين لم يتبقي لهم شئ من مدخرات وهم يكتون باعباء صرف التعليم العاليه وقلة الموارد…..

اتمني ان تنظر وزارة التربية والتعليم السودانية بمنظار المصلحة العامة وان تضع يدها فوق يد مدارس الكودة او كل من يرغب بخوض التجربة ويعملان سويا بكل تنسيق واحترام من اجل وضع رؤية نستطيع ان نتجاوز بها الواقع المؤلم والمازوم لمستقبل الوطن ..

السيد الوزير محمود الحوري كن ايجابيا وانت رجل تمتلك صفات خاصة قل ان توجد في غيرك والتي تفرض علي الجميع احترامك وكنت عند الموعد وعملت في ظروف اكثر تعقيدا من تاريخ السودان، وتمتلك ناصية الابداع والعزيمة وجودة الادارة ، ننتظر منك الكثير في وضع خارطة طريق لاستمرار العملية التعلمية داخل وخارج السودان عبر كل الوسائل المتاحة ، والجميع اكثر حماسا واسنادا لنجاح المهمة لنضع ابتسامة امل في شفاه طلابنا المغلوبين علي امرهم …

رسالة خاصة للسيد القائد العام الفريق اول البرهان نحن الان امام تحدي حقيقي نكون فيه او لا نكون ونحتاج لبعد نظر وايجاد حلول غير تقليديه من اجل الحفاظ علي المكتسبات العامه واحباط مخطط انهيار الوطن وتفكك مؤسساته ..
انهيار التعليم ضياع امة في وحل الجهل والتخلف لذا وجب الحفاظ علي المسيرة الاكاديمية والتعليمية بصورة عامه وايضا لانتشال اكثر من ستة ملايين طالب من براثن المجهول نعول عليهم كثيرا لسد الفراغ المهني والعملي من خلال تأهيلهم اكاديميا عبر امتحانات الشهادة السودانية البديلة التي تبنتها مدارس الكودة مع السلطات التعليمية المصرية ..
نتمني ان تجد هذه المناشدة الاهتمام من سياداكم عبر وزير التربية والتعليم الاستاذ المحترم الجليل المربي السيد محمود الحوري وكلنا امل في شخصكم الكريم ان تولي هذا الامر اهتمامكم الشخصي ……
وارفع عن القلب ما يلقاه من عنت …..
واغسل عن الوجه لون الحزن والغضب …..
حتي نتطلع لمستقبل مشرق من اجل وطن شامخ عظيم ……

شكرا ادارة مدارس الكودة الاخوين دكتور اباذر الكودة ودكتور عمر الكودة وكل الاساتذة والعاملين علي هذا النموذج التعليمي الفريد والصروح الشامخة العملاقة التي تحمل عنوانا للعملية التعليمة والتربوية للسودان بمدن مصر المختلفة وانتم تمدونا بالأمل في الوقت الصعب و زمن المستحيل …

وكان موطننا عزًا ومفتخرًا
ما هان في عمره يوماً لمغتصب
وقدوة لشعوب لا تماثلنا
في الحلم والعلم والأخلاق والأدب

والكنز كان هو الإنسان مكتملاً
في محفل الجد لم يهرب ولم يغب

فقد أعود كما قد كنت من زمن
فخر الشباب ورب الفن والأدب ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى