Uncategorized
فليكن لك اسما وذكري
- عندما تحس دوما بالفتور وتأبي أرجلك تجول وتخاف الخروج للشارع وتلزم السرير تعانقه ليلا ونهارا وتأبي نهوضا وتتذكر كتاب المطالعة القديم ومحجوب الكسلان وتفط صفحة زارع الحقل في البكور وتتقلب علي السرير حتي يصدر منه صرير ثم تقوم تدرجا وتقف بصعوبة بعد وضع كلتا يديك علي حافة السرير ثم تخطو بتنهد وشهيق يعلو وزفير وتنظر الي المرآة زمنا طويلا وتمر بك الذكريات بتعجب وتنظر الي رأسك الذي أصابه التصحر والي شاربك الذي كساه البياض فأعلم يا سيدي أن عودك تساقطت أوراقه وساقك جفت عروقها وأضناها المسير حينها فلا يضحك عليك ضاحك ويقول لك أنك مازلت شبابا وحقيقة أمرك تقول يا ليت الشباب يعود يوما ولا يفحمك صاحب لغة ويقول لك إنه غبار وقائع الدهر فتبتسم حتي تبدو نواجزك وتصير كالغراب الذي رأي جبنة في دار لقوم من ذوي اليسار فاستل منها قطعا وطار كأنه قد ملك الأمارة فلا يا حبيبي وكلا يا سيدي لا هذا ولا ذاك فإن زمانك فات وغنايك مات وأتاك النذير أو هو قاب قوسين أو أدني فما عليك إلآ أن تقول مرت الأيام كالخيال أحلام ثم تأتيك حمي وماهي بحمة ودوشة وماهي بدوشة وتذهب الي الطبيب وتفحص كل ما خطر بباله ثم تكون النتيجة ولا شئ كل شئ عال ولو نطقت هذه الفحوصات لسمتك عبد العال ولكن لكل دور إذا ما تم ينقلب إنه العمر قد تقدم يا فتي فما عدت كما كنت وقد إقتربت الساعة وأنشق القمر فاصبر لحكم ربك فقد يأتيك اليقين بعد النذير وكل طير اذا ما طار وارتفع حتما سيقع إنها دورة الحياة ولكل نهر شيخوخة كما لكل صرخة مصب ولكل حلم نهاية فاجعل من مسيرتك آيه واترك لنفسك بصمة وتحاشي أن تكتب عليك وصمة حتي يكون لك إسما وذكري .
- محمد عثمان المبارك