قدر الثلاثة العظماء
عمر كابو
قدر الله في القضاء السوداني أن يظل مشهودا له بالعفة والنزاهة والانصاف والوجدان السليم حتى من يشذ منه فإنه لامحالة إلى الاستقامة أقرب ومن ذلك فإن ذاك القاضي الذي حاول أن يلوي عنق القانون تحت ضغط ((قحاطي)) شديد مورس عليه لكي يمضي في البلاغ الموسوم بانقلاب ٨٩ في مخالفة صريحة للقانون (الإجرائي) سارع لإعلان تنحيه عن مواصلة نظر جلساته٠ قلنا يومها أنها خطوة تحكي عن يقظة ضمير وتأنيبه هو يومئذٍ أقرب للحق من رجس الباطل٠
هذه قناعة كل أهل السودان حتى اليساريين الذين حكموا الفترة الانتقالية رفضوا رفضا باتا أن يذهبوا ببلاغات خصومهم الإسلاميين إلى المحاكم لأنهم يدركون أن القضاء عادل سيطلق سراحهم فورا لعدم وجود تهمة أو وجه للإدانة٠
أجدني أكثر الناس سعادة أن ينتصر قضاؤنا للعدالة ولسيادة القانون وهو يعلن عبر محاكمات علنية براءة السلطان عثمان كبر رجل يسارع في الخيرات موطأ الأكناف يألف ويؤلف عميق الفكرة شديد العبرة يقول فصلا ويحكم عدلا٠
لتتصل براءته ببراءة مهندس أحمد عباس صاحب اليد النظيفة والقلب الطاهر الكبير عاش لأهله ولولايته عونا لهم وسندا كبيرا٠
فإن كان قد سبقهم إلى ذلك (شيخ علي) ذاك الذي من تقويمنا أكبر حين سرت في نفسه حمية الطهارة وصالت دواخله صولة العفاف وتفجرت نواحيه علما ومعرفة فإن براءة الثلاثي الكبير براءة مشروع حاول العالم كله أن يدينه فكانت البراءة الكاملة من قضاء لايظلم عنده أحد٠
الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين٠