مقالات

متحور كورونا

المسار نيوز متحور كورونا

مقال صحفي للنشــر
ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
amff95@yahoo.com


تظل الامراض والاوبئة والحروب والكوارث الطبيعية الاخري من اكبر المهددات التي تواجه الانسان وتشكل خطورة بالغة علي حياته ووجوده وخلال الفترة الماضية كانت هنالك توقعات تشير الي عودة كورونا بصورة اشرس واقوي خلال موسم هذا الشتاء الذي اوشك علي الانتهاء ليستقبل العالم فصل الربيع والحمد لله لقد مضي ثلث فصل الشتاء بسلام ولله الحمد والشكر ولم يهجم متحور كورونا الذي توقعه العلماء بعودة اشد واشرس من من كل المتحورات السابقة، وليس صحيحا أنه يوجد مرض لا علاج له، فقد روى الإمام أحمد والحاكم وابن حبان عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله. وفي قصة أيوب عليه السلام وشفائه بعد ما يئس منه الناس كلهم دليل على ذلك، ولكن أهل الطب لا يوفقون في بعض الأحيان إلى العلاج، وحقيقة تكمن المفاجأة والدهشة في عدم توصل العلماء، في مختلف أنحاء العالم، إلى علاج أو لقاح لفيروس كورونا المستجد، المسبب لوباء “كوفيد-19″، رغم التقدم الهائل في المجال الطبي والعلمي، خصوصا في العقود الأخيرة والاغرب في الامر ان هذا الفايروس ضعيف جدا لدرجة ان الماء والصابون وابسط المعقمات تقتله حيث درجنا ايام الجائحة الي اتباع النصائح المكثفة بغسل الايادي بالماء والصابون جيدا، على أي حال، فمن خلال مقارنة الحجم الحقيقي لتفشي فيروس كورونا المستجد، لا بد من وضعه في إطار مقارنة مع الأوبئة الأكثر والأشد فتكا في التاريخ ونزكر المخاوف التي نتجت مؤخرا عندما
ظهرت حالة مرضية “جديد قديمة” في الصين، بدأت تثير الذعر رغم أنها حالة واحدة، لكنها ذكرت الناس بوباء فتاك قد قتل وحصد مئات الملايين، وهو “الطاعون الدبلي” المعروف باسم “الموت الأسود”، وهو الوباء الأكثر فتكا بالبشر على مر التاريخ، فقد تسبب الموت الأسود، في القرن الرابع عشر وتحديدا بين عامي 1347 و1351، بمقتل ما لا يقل عن “200 مليون شخص” في مختلف أنحاء العالم، ويعتقد أنه نشأ في الصين أو بالقرب منها، ثم انتقل إلى إيطاليا وبعد ذلك إلى باقي أنحاء أوروبا، ثم إلى مختلف دول العالم، وفقا لماذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية وايضا نجد قائمة الامراض المرعبة في تاريخ البشرية
وباء الجدري، فقد تسبب بوفاة 56 مليون شخص عندما ظهر عام 1520 وايضا بعد هذا الوباء الذي قتل الكثير من سكان العالم ظهرت  الإنفلونزا الإسبانية وذلك بعد الحرب العالمية الأولى (1918-1919)، وادي الي وفاة عدد 40 و50 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم، في حين أودى طاعون جوستنيان، بين عامي 541 و542، بحياة من بين 30 و50 مليون شخص، وربما كان سببا في انهيار الإمبراطورية البيزنطية ثم بعد ذلك تفاجأة العالم بفاجعة اخري وهي نقص المناعة المكتسبة “الأيدز”، الذي ظهر عام 1981 ومازال منتشرا حتى وقتنا الحالي، فأودى بحياة مالا يقل عن 25 و35 مليون شخص.
لقد ادخل وباء كورونا العالم في تلك الحقبة السوداء المظلمة من تاريخ الاوبئة الفتاكة القاتلة التي حصدت ملايين البشر واصاب العالم حالة من الرعب والذعر اضافة لاثاره الاقتصادية التي اصابت العالم اضافة الي هذا نجد ان وباء كوفيد-19 قد غير حياة الملايين في جميع أنحاء العالم، فهذا الفيروس الشرس الذي طوى عامه الثالث تسبب حتى الآن بإصابة أكثر من 660 مليون شخص بالمرض، كما أدى إلى وفاة أكثر من 6.6 مليون شخص، بحسب أحدث بيانات من منظمة الصحة العالمية.
ورغم استمرار الكثير من الدول في تسجيل اصابات بكوفيد-19، إلا أن الفيروس فقد جزءا كبيرا من قوته، حيث يستعد العالم ومع بداية عام 2023 إلى طوي صفحة كورونا رغم الآثار التي تركتها، ليبقى السؤال المطروح “ما الذي تعلمه العالم بعد مرور ثلاث سنوات على انتشار كورونا، وهل نحن سكان الارض مستعدون لمواجهة أي وباء جديد؟”، وماهو الدور الذي يقع علي الدول العظمي وعلي زعماء العالماجمع؟؟ وماهو الدور الذي يقع علي منظمة الصحة العالمية؟؟  لانن من خلال قراءة التاريخ لهذه المنظمة والتي تم إنشائها في عام 1948 لم تتدخل في تجربة حقيقية في مقاومة اي جائحة او وباء واعتقد ان جائحة كورونا ادخلت منظمة الصحة العالمة في محك وتجربة عملية من خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب هذه الجائحة لان دور منظمة الصحة العالمية حسب علمي كان يقتصر على نشر المعرفة وتلقيح الاطفال، للقضاء على فيروسات الشلل والسل والحصبة إضافة الى فيروسات أخرى هل العالم مستعد لمقارعة وباء كورونا اذا نهض من جديد في شكل متحور فتاك؟؟ وهل استفدنا هذه التجربة المرعبة التي مرت بالعالم وطرقت ذاكرة الجميع بتلك الامراض الفتاكة التي مرت بنفس هذا الطريق وهددت وجود البشرية في الارض لقدي انقضي الشتاء بسلام من متحور كورونا لولا هذا الزلزال المدمر الذي زلزل قلوبنا وملأنا حزنا علي الذين قضو فيه ولقوا حتفهم و بالذين قضى عليهم فايروس كورونا خلال الثلاث سنوات الماضية دعواتنا وامنياتنا لكل البشرية بالصحة والامن والامان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى