الفريق أول البرهان ؛ صولجانكم عشم أمة
كتب رئيس التحرير
التأريخ يعلمنا أن من خرجوا ببلادهم من وهداتها هم العسكريون .. هل نذكر الصبية الناشطين بأعظم ثلاثة رؤساء أمريكيين ؟ .. نحصي إذن وفق التصنيف، الذي أعدّته شبكة المعلومات السياسية سي.سبان، أن إبراهام لينكولن (1860- 1865) وجورج واشنطن، الرئيس الأول، وفرانكلين دي روزفلت (1933- 1945)، هم أعظم ثلاثة رؤساء تسنموا البيت الأبيض وثلاثتهم عسكريون
هل نزيد ونضيف تشرشل ؟ .. هل نذكِّر أغرار الزمن الأرمد بالرئيس الفرنسي شارل ديجول ؟ البريطاني ونستون تشرشل ؟ ..
سيدي البرهان .. هم لا يقرأون لا تأريخ العالم ولا حاضره ولا حتى تأريخ بلادهم ..
قبل ما يقارب ثلاث سنوات ، وخلال استضافتي ببرنامج الإتجاه المعاكس تحدثت عن ذلك وقتما تصوروا أنهم الثورة والشعب والحاكم القاضي والجلاد ، وافترضوا – جهلاً – أن الساحة دانت لهم .. قلت أن الافتراء على جيش البلاد هو الخيانة العظمى في أوضح صورها ليس أقل .. قلت أن القول بجهل العسكريين يردعه أن ما يتعلمه الطالب الحربي ، وما يعد من بحوث ودراساتٍ حتى تخرجه يعدل الدراسات فوق الجامعية .. ثم تتلوه الخنادق ما لا قبل لمرتادي ( Times Square ) و ( Trafalgar Square) بها ..
تلك المدرسة الذي عبرها أفذاذ البلاد وما تزال خطاهم تتدافع:
عبر قذيفة تصحو وعاطفةٍ تنام ..
والخندق المسكون بالآيات ينثر عطره الممزوج بالبارود والدم والشهادة ، من هنا يلج السلام ..
والخوذ تغرق في الضنى والإبتسام ..
هذا هو الوعي الخرافي الذي يختار خاتمة الكلام ..
السيد رئيس المجلس السيادي .. لا أخالك تجهل أن أهل السودان في أريافه وهاداً ونجاد ، يتعشم خيراً مذ خرجتم عليهم بقرارات الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم ..
أخالنا نعلم عظم المسئولية التي تكابدون لتحملها بما يمسح الأسى عن جبين البلاد المعنَّى ..
أخالهم أولائك الأبعدون عن تطلعات الناس في تلك المراتع افترضوا أن السودان هو هذه الحاضرة ما بين سوبا ومصفاة الخرطوم .. بين عد بابكر وغرب أمدرمان..
لكنه السودان سيدي من خبرته خطا الجند ، من حلفا وأكد وحتى الرنك ، من الفشقة وحتى الطينة ، من بورتسودان وحتى رجول المرافعين .. هو السودان الذي لا يقف الجيش عند معرفة حدوده وحسب ؛ بل يقوم على حراستها..
هو السودان الذي يتطلع لعزمات الضبط والربط تعيده نحو الطموح المرجو وأنتم في سدة الفعل وصولجانكم هو عشم أمةٍ تتحرى مواسم الطلع والإثمار ..
دمتم بكل الخير