كلمة المسار
من هَمِّ الربحيةِ ، إلى استهداف الإستقرار :
مافيا النفط تسعى لإعادة احتكار السلعة
الخرطوم – المسار
المواطنين بكل قناعاتهم أدركوا المبررات لما آلت إليه أسعار المشتقات البترولية ، ورغم أنها فوق طاقتهم الا انهم فضلوا الوفرة التي تقيهم شر الأزمات والطوابير التي تربك كل ارتباطاتهم .
الحق أن الفترة الأخيرة شهدت انسياباً مرضياً للسلعة التي تهم كل بيت ، وتنفس الملايون الصعداء أن مزقوا معاناة الندرة .
لكن المافيا الشيوعية لا تريد ذلك .. هي ترغب أن تتلاحق أنفاس الحكم بندرة السلعة الاستراتيجية ، وتتلاحق أنفاس الجمهور في طوابير يريدون لها أن تفاقم ما خلفوا من إحباط خلال سنواتهم الثلاث العجاف ، ثم يباغض المواطن الحكم ويندلع عدم استقرارٍ يعيدهم لسدة الفعل .
الجماعة الحمراء تتبنى مطلباً معيباً بالإلتفاف على القرار الرئاسي رقم 602 للعام 2015 ، لمصلحة مجموعتين إحداهما خاصة والأخرى حكومية تطالبان باحتكار السلعة ، وحرمان القطاع الخاص من حقه في التنافس ، مع حرمان الجمهور المستهلك من إيجابيات ذلك التنافس انسياباً للمشتقات النفطية واستقراراً في أسعارها .
أما مبررات المجموعتين فهي أن القطاع الخاص يعرض السلعة للموزعين بأسعار أقل ، ولعمر أبيك هل من وطني حادبٍ على مصالح البلاد والعباد يسوؤه أن يأتي التنافس أكله في خفض الأسعار ! . وإذا كان هدف الجماعتين هو الاحتكار الذي يكفل أرباحاً ليست بذات حدود تجارية أو أخلاقية ، فإن هدف اللوبي الأحمر يظل هو إنهاك المستهلك ، ومفاقمة معاناة المواطن حتى يصرعه الإحباط ، ومن هنا يندلع عدم الاستقرار يعصف بكل ثابتٍ لعله يعيد النفر المنبت لسدة السلطة .
الغني عن القول أن دخول القطاع الخاص في تنافس حر جعله يوفر 50% من إجمالي الاستهلاك المحلي ، وينافس بعضه البعض في الإقتناع بربحية أدنى ، ومن ثم في استقرار انسياب السلعة للمستهلكين .
إن أي قرارٍ يكرس الاحتكار من جديد برعاية الشيوعيين بوزارة النفط يستهدف دون مواربةٍ الحكومة الماثلة برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان ، ومعلوم أن الشيوعيين ينطلقون في كل حراك وفق مكيافيلية مشتطة لا تعاين أو تعين الهدف .. ساء ما رما له الفريقان ؛ من يستهدف تربُّحاً يهد كاهل الجمهور ، ومن يستهدف الاستقرار للعودة للكراسي ..
أوقفوا العبث بوزارة الطاقة ..