المخابرات وحرب الروايات والمنشورات
بكري المدني
وتستمر حملات شيطنة جهاز المخابرات العامة جنبا الى جنب مع الحرب الموجهة ضد القوات النظامية من الشرطة و الجيش حتى أنك لا تفهم بالضبط إن كان البعض يعي ما يكتب ويقول أم أنه مغيب تماما فيهرف بما لا يعرف -؟ !
ان كان استهداف جهاز المخابرات بغرض الإضرار به يتم عن جهل فتلك مصيبة وان كان عن قصد فإن المصيبة أعظم -!
ما ان تخرج (مليونية)حتى تتطاير المنشورات غير المسؤولة وهي تتحدث بغرابة شديدة عن المخابرات العامة والتى هي جهاز (أمن) البلد وكأن تلك المنشورات تتحدث عن عدو خارجي !
المفارقة ان القوة التى كانت تتبع للجهاز والتى كان من الممكن تصور وقوع بعض التجاوزات من بعض منسوبيها أسوة بأي تجاوزات لأي أفراد من أي مؤسسة -تلك القوة قد تم حلها كما هو معروف ولم تعد موجودة على أرض الواقع بعد ان أعيد ترتيب الجهاز على نحو يناسب الدور المنوط به حسب الوثيقة الدستورية ليعمل على جمع وتحليل المعلومات ورفعها للسلطات المسؤولة
وحتى الصلاحيات التى أعيدت للجهاز مؤخرا أعيدت وفق أشراط وإجراءات محددة ومشددة جعلت من الجهاز مساعدا لبقية الأجهزة النظامية والقانونية وليس فاعلا منفردا
ان الأحاديث المكرورة أيضا عن عودة قوات هيئة العمليات تتم في أغلبها على ذات المستويات التى تعبر أما عن الجهل بمضار تلك الأحاديث او القصد بمضارها فعلا وهما امران أحلامها مر
يوكل لأجهزة المخابرات العامة في كل دول العالم أصعب المهام وأخطرها على الإطلاق وهى المؤسسات التى تدير العالم فعليا وعندها ينتهي الكلام ولكن جاهل او حاقد بيننا يصيبها والبلاد في مقتل بقول او منشور وهو يمضي وقد أحدث أذى في عضو تتداعى من بعده كل الأعضاء بالأذى والضرر
حتى وان صدقنا كل الروايات التى تسود المواقع والصفحات والشاشات عن عمل الجهاز في العهد السابق وهي روايات يضعف بعضها بمرور الوقت لعدم تحمل راويها شجاعة ما يروي ويتقدم بإجراءات قانونية ضد الشخصية الإعتبارية للجهاز//أقول حتى وان صدقنا كل تلك الروايات فما بال المخابرات في العهد الجديد وقد تم ترتيبها على نحو يناسب المرحلة ؟!
أظن أن البعض يحسب أن الأمور لن تستقيم إلا بحل جهاز المخابرات العامة وهو ذات القول والفعل الذي وقع بعد انتفاضة أبريل 1985م فتم حل الجهاز تماما مثل حل (التكة)فبانت (عورة) البلد عيانا للناظرين بعد ان أصبحت تمشي (امفكو)بين الناس !
دعونا نفهم ونتفق على أهمية جهاز المخابرات والحاجة الماسة إليه ونعرف انه الجهاز المناعي للبلد والذي يحميها من الجرائم التى تتحرك مثل الجراثيم من دون ان يراها أحد
دعونا من بعد التصالح مع فكرة وضرورة الجهاز ان ندعو ونعمل بما يجعل الفكرة والضرورة نافعة ونافذة بما يخدم الجميع
ولا يعقل أن تكون كلمة (أمنجي) سبة للشخص المعنى بأمن الناس والبلاد
ان عاقبة تعميم ممارسة إغتيال الشخصيات لإغتيال المؤسسات
سوف تضيع هذه البلد وللأبد وذلك لأن الممارسة الأولى تقتل فرد والأخيرة تقتل كل وإن سار الجميع مع القطيع في هذا المسير فلننظر تحقيق مقولة قتلت يوم قتل الثور الأبيض !
نقطة صفحة جديدة وثورة جديدة ندعم من خلالها المخابرات مثلما يتعين علينا دعم كل المؤسسات من خلال الأدوار الكبيرة التى تقوم بها وبعد الخطاب الموضوعي والوطني لقياداتها الجديدة وعلى رأسها الفريق مفضل وهو يعد ويعمل في ظروف معلومة للجميع
ان المخابرات الإقليمية والدولية تحيط بنا من كل جانب وهي تتحرك وتعمل بالداخل أيضا تحت كل اللافتات والبعثات وان لم يكن لدينا في المقابل جهاز مناعة يقابل كل تلك الأجهزة فإن نقص المناعة سوف يصيب هذه البلاد بالشلل التام..