نشر الفضيلة
د. أحمد عيسى محمود
عندما أراد الله نشر فضيلة الإسلاميين. هيأ مسرح الأحداث لثورة السفارات المصنوعة. ولم تمر ثلاث سنوات وإلا التحسر على ضياع البشير يملأ نفوس الغالبية. كيف لا يبكي الناس على رجال دولة أعلنوها منذ بواكير فقدان الحكم بأنهم معارضة رافعة للإنتقالية. أي على استعداد للوفاق الوطني. ودارت دورة الأيام. وانفض سامر الحي من حول قحت. وليتها تعلمت من الأخطاء. ولبست ثوب الوطنية لتستر سوءتها. أليس من الحكمة والمنطق والأرض تميد من تحتها هذه الأيام أن تقارب الخطى للوفاق. بدلا من ممارسة سياسة فبركة الأكاذيب الحالية. يا هذا إن المعطيات على أرض الواقع ما عادت هي. تبدل العالم بعد الحرب الروسية. وانعكس ذلك على المحيط الأقليمي. من يصدق أن الأمارات التزمت الحياد في الأمم المتحدة ولم تصوت لصالح أمريكا ضد روسيا؟. ومن كان يتوقع أن يستقبل نائب أمير منطقة الرياض السعودية رئيس وزراء بريطانيا. ويعلم الجميع أن للبلدين تأثيرهما المباشر على الداخل. وكانت قحت لعهد قريب الفتاة المدللة عندهما. وكما رأينا سابقا هرولة آل قحت بين صفا الأمارات ومروة السعودية. تسبيحا للمحمدين (بن زايد وبن سلمان). وبيعا للوطن بدراهم معدودة بثمن بخس. وليس ببعيد عن الأذهان المغامرة التي قام بها حميدتي بزيارته لروسيا. الأمر الذي جعل أمريكيا تعترف بتجاهل الناتو للخرطوم دفع بها للتقارب مع موسكو. وفي خضم كل ذلك يمكننا القول بأن عاجز الرأي (الشيوعي) قد فوت فرصة الوفاق الوطني لشيء في نفس يعقوب. أو لسجيته المعهودة (حب الأذية من طباع العقرب). وسلك طريق تغبيش الرؤية من أجل العودة من شباك الوطن ظننا منه أنه مفتوح. بعد أن أوصد العسكر الباب أمامه يوم (١٠/٢٥) من العام الماضي بخطوات التنظيم العسكرية (خلف دور). لذا سوف يعقد الشيوعيون كما وصلنا من مصادر عدة يومي (السبت والأحد) القادمين مؤتمرا بالخرطوم (٢) في غاية السرية (أم غمتي) لمناقشة الخطط الجهنمية لفرملة عجلة الوطن. لذا ليس أمام العسكر إلا الإنتخابات. وهذا ما أشار إليه سياسيون وكتاب كثر. ودخلت روسيا على الخط وعلى لسان وزير خارجيتها أعلنت دعمها للبرهان لقيام انتخابات حرة ونزيهة.
الجمعة ٢٠٢٢/٣/١٨