مقالات

صبراً طارق مصطفى فإن موعدكم الجنة بإذن الله

المسار نيوز صبراً طارق مصطفى فإن موعدكم الجنة بإذن الله

محمد أبوزيد كروم يكتب:

  • نهار أمس الأول وصلتني رسالة معممة من الأخ عبد الله الزهارنة تحمل نعي لجميع أفراد أسرة الزميل والصديق الإعلامي الفلسطيني طارق مصطفى، حيث استشهد والده ووالدته وإخوانه وإخواته واعمامه وأبنائهم.. نعم استشهدت الأسرة بأكملها إثر استهداف الاحتلال اليهودي لمخيم جباليا شمال غزة.
  • حجم الفاجعة كبير جداً أن تففد جميع أسرتك وأنت بعيد عنهم .. تملكني حزن كبير على فاجعة اخي طارق .. وكنت اسأل نفسي هل سيحتمل طارق هذه الصدمة وأنا اعرف حجم ارتباطه الكبير بأسرته.. وفي ذات الوقت أعرف جسارته المستمدة من إيمانه بقضية الأقصى وفلسطين ومقاومة غزة للإحتلال الصهيوني .. أعلم تماما أن الموت عند طارق شهادة سارة تستحق الإحتفاء .. ولكن كنت أقول ليس في الأسرة بل و في كل الأسرة!!
  • جمعتني بطارق علاقة صداقة وود أعتز بهما، ولم ينقطع حبل هذه العلاقة بعد أن غادر قناة طيبة الفضائية التي جمعتنا بدولة تركيا إلى محطة أخرى.. ظلت الأخوة بيننا قائمة ومحفوظة وكنت أزوره في بيته بإسطنبول ونلتقي بأماكن مختلفة ولم ينقطع هذا التواصل حتى هذه اللحظة رغم إنشغاله وإنشغالي.. هكذا ظل طارق مصطفى يحمل الوفاء والود لمن تجمعه بهم الصلة والصداقة .. فقد لمست فيه من خلال تعاملي معه ود وإنسانية وكرم يشبه صمود غزة فليس بغريب عليه التبسم في عزاء أسرته!!
  • دُهش كثيرون ممن رأوا طارق في عزاء أسرته الذي أقامه بمنطقة باشاك شهير.. لم يروا طارق باكياً أو فاقدا للوعي أو مصدوماً .. فقد كان يتقبل العزاء مبتسماً .. كيف لا وهو الذي بث فيديو ينعي فيه أسرته بثبات الجبال ويقول فيه أزف إليكم نبأ استشهاد جميع أسرتي .. يقول ذلك وهو الذي فقد أعز ما يملك .. لو لا أنني أعلم مدى ارتباط طارق بأسرته لقلت لربما أن الأمر هين .. فقد أنفق طارق أعز ما يملك..ولكن كيف يكون الأمر هين !! لولا اليقين والإيمان فالله درك ياطارق وأنت الذي كتبت قبل أيام بأنك لا تستلطف السؤال الذي يطرح عليك من معارفك وأصدقائك ومتابعيك عن أحوال أسرتك خلال الهجمات المستمرة على قطاع غزة لأن كل اهل فلسطين وغزة هم أهلك ولا ترغب في تفضيل أسرتك عليهم وأنت الآن تبرهن لذلك بفقدك لأسرتك وصبرك الأسطوري على المصيبة ..
  • لم أتمكن من التحدث مع طارق عبر هاتفه لحظة تلقيه العزاء وطلبت من الأخ أنس حمدي المتواجد معه أن يوصلني بطارق عبر هاتفه وقد كان، فقد سلمه أنس الهاتف ليتحدث معي أثناء تلقيه العزاء وكان الصوت من الجهة الأخرى هو ذات صوت طارق القديم، صوته الجهور والثابت وابتسامته التي لا تفارقه فما استطعت أن أواسيه أو أخفف عنه المصاب فأنا أضعف من هذا وأقل من ذلك، فقد كان هو الذي يخفف عنا ويعلمنا دروس الصبر والاحتساب ويا لها من فراسة..
  • إن فاجعة طارق لا تقف في حد الصمود الشخصي على محنة قاسية وإنما هي سلوك جماعي لجيل النصر على العدو الإسرائيلي.. لقد رأينا كيف يفزع الاحتلال وتضرب صافرات الإنذار والهلع في تلابيب لمجرد هجوم خاطف من المقاومة.. رأيناهم يصرخون لموت فرد أو اثنين أو خمسة بينما تفقد أسر غزة آلاف الشهداء من الرجال والنساء والأطفال مصحوبين بالتهليل والتكبير والزغاريد .. مهم جدا أن يرى اليهود وعملائهم ووكلائهم في العالم العربي والإسلامي فيديو طارق وهو يزف خبر استشهاد أسرته.. مهم جدا أن يروا ذلك حتى يعلموا أنهم مهزومون لا محالة .. هذا شعب لا يهزم وإيمان لا يُحطم .. سينهي الشعب الفلسطيني دولة الكيان الصهيوني وسينتصر، هذا وعد رباني وفعل واقع.. سيصيب الهلع نتنياهو وافخاي ادرعي بعد أن يروا هذه النماذج.. وهم يبكون ويصرخون لفقد شخص واحد.. إن اليهود يخافون الموت والفليسطنيون يحبونه فيا للمفارقة..
  • إن ما يحدث الآن في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان بحق شعب كامل يُقتل بالجملة.. إن الذي يحدث الآن في غزة يؤلم كل صاحب ضمير حي .. تواجه غزة حصار وتضييق وقصف مستمر ومحاولات للهجوم البري وسعي حثيث للإبادة الشاملة الكاملة لشعب في أرضه.. إن صمت العالم مُخزٍ .. وتآمر المجتمع الدولي وازدوجيته محيرة.. وصمت المسلمين والعرب على جرائم دولة الكيان الصهيوني عار .. إن على دول جوار فلسطين دور كبير جداً.. على جمهورية مصر واجب مقدس في نصرة أهل عزة ومساندتهم، وعلى مصر أن تعلم أن غزة والمقاومة هي حائط صد لها من مطامع إسرائيل فيها، وهي جدار واقي أمام الاستفراد بمصر .. لأن مصر عدو لإسرائيل مهما طال الزمان.. لذلك فإن قوة حماس عزة وشموخ لمصر ودفاع عنها .. ومصر تفهم ذلك.. على المملكة الاردنية الهاشمية دور كبير في مساندة أهل فلسطين فهي ايضاَ مستهدفة كجزء من دولة حلم اليهود ..
  • نحن في السودان كذلك نعيش الآن حرب طاحنة تقودها مليشيا الدعم السريع ضد الإنسان السوداني والدولة السودانية بدعم من راعية المشروع الصهيوني والمأسوني في المنطقة، حرب الخرطوم ليست مختلفة عن حرب غزة إنها ذات المشروع وإن اختلفت المواقع والأسلحة.. لذلك فإن العدو واحد ولكن أمتنا ليست واحدة للأسف..
  • نسأل الله الرحمة والمغفرة لأسرة الأخ طارق مصطفى ونصر الله فلسطين والمقاومة وهزم اليهود واتباعهم وهو القادر على ذلك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
    الصحفي : محمدابوزيد كروم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى