مقالات

لهذا تم حرق النخيل!!!

المسار نيوز لهذا تم حرق النخيل!!!



الدكتور عمر كابو..
كنت قد ختمت مقالي البارحة بوعدٍ أن أكتب عن جوهر الأسباب التي قادت إلى فشل اليسار في أن يحشدوا الشارع (لمليونية) السادس من إبريل٠٠ لكن بعض المظاهر السالبة التي حدثت من قوى اليساريين فرضت نفسها على الرأي العام وعليً وهي تشعل وتشغل منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا وتعليقات كثيفة ازدراءً وامتعاضاً وسخطاً٠٠ وأول تلك المظاهر السالبة هو الحرق المتعمد من المتظاهرين اليساريين لأشجار النخيل على طول شارع إفريقيا وبعض الشوارع الرئيسية الأخرى وهو لعمري حدث استوقفني بشدة وجعلني أفكر لما خص اليساريون الحمقى هذه الشجرة بالتحديد دون حرق المؤسسات الأخرى؟! ما الذي جعلهم يستهدفون هذه الشجرة الطيبة المباركة بطريقة حملت سوء القصد والنية المبيتة وإضمار الشر لها؟!
اليساريون لايفعلون السوء بجهالة ولا يبتدرون الشر إلا بعد أن يخططوا له بدقة ويرسموا له بهدوء وتنسيق وترتيب محكم فقد وجدت ضالتي وأنا أهتدي للأسباب التي جعلتهم يفعلون فعلتهم الشنيعة هذه بإضرام النار عليها بتلك الطريقة البشعة الصادمة٠٠ وأول تلك الأسباب أن شجرة النخيل مثلت رمزية للمؤمن الصالح وقد دلت على ذلك جملة من المرويات والآثار من الهدى النبوي الشريف ومن ذلك حديث النبي الكريم المعصوم صلى الله عليه وسلم : -((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)) في إشارة لها فليس هناك شجرة أكرم على الله من شجرة النخيل وقد شرفت أيما تشريف حين ولدت تحتها مريم بنت عمران ولذا جاء الهدي النبوي الكريم للناس كافة بأن يطعموا النساء الرطب لحظة المخاض فإن لم يكن رطبًا فتمر ..وقد أحصيت عديد الآيات حملت الإشارة إلى النخيل رمزية للعطاء والخير والبركة والنماء
وأدبنا العربي زاخر بشواهد تعظم من النخيل وتسمو به وتزهو سموقا:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا بالطوب يرمى فيرمي أطيب الثمر..
فلا أعرف وصفا للمؤمن نشاطه وخلقه وثباته ونبله أعظم من الأثر الطيب (ثابت كالنخلة نافع كالنحلة)..
فهل بعد ذلك كله نعجب ونستغرب إن تم حرق (عماتنا) النخل بواسطة هؤلاء المنحرفين؟! أجل تم احراقها من منظور عقدي بحت لما فيها من إشارة ذكية ودلالة وبعد ديني إنهم يكرهون كل شيء ينبض إيمانا وينبذون كل حاجة جوهرها الإسلام تتصل أو تصل به..
أما السبب الثاني الذي دعاهم لحرق هذا النخل بهذه الطريقة المأساوية هو أن محو آثار إنجازات الرئيس البشير ((أعظم حاكم وأقوى وأفضل رئيس حكم السودان منذ الاستقلال وحتى الآن؛ وسيتعب من يأتي بعده)) وحكومته العملاقة ظل هدفًا محوريًّا ثابتًا منذ انقلابهم عليه فقد رأيناهم يسارعون في محو أي ذكرى وملمح جمالي في العاصمة يذكر بإنجازات ذاك الشامخ الباذخ بشير الخير:نزعوا (الانترلوك) من الشوارع وخربوا السفلتة وأسقطوا أعمدة الكهرباء وأتلفوا لافتات الإعلانات ومزقوها شر ممزق وأشعلوا الإطارات في الشوارع ولم يكلفوا أنفسهم بجمع رمادها ثم شوهوا حوائط المنازل بالكتابات والرسومات العشوائية ليشكل ذلك كله صورة من صور التشوه البصري القبيح حتى (نجحوا) في نقل الخرطوم من عاصمة تحفها آيات الجمال لأقبح عاصمة في العصر الحديث..
هم أصحاب نفوس مريضة تكره الجمال وتنطلق من فهم مريب مفاده: أن النظافة والجمال والدعة والعطور بذخ وترف ومخملية لا تليق بالصدام والتصعيد الثوري وحياة الثوار ونضالهم الثوري الصحيح؛ ليقوم ذلك سببًا معضدًا ومبرراً كافياً لهدفهم المحوري في مسح كل قيمة جميلة وكل منظر خلاب صنعه وأنتجه بدرالدين طه ومجذوب الخليفة وعبدالحليم المتعافي وعبدالرحمن الخضر وهاشم عثمان وعبدالرحيم محمد حسين وشرف الدين بانقا وعبدالوهاب عثمان وازهري فضل المولى وخالد محمد خير ممن أحالوا الخرطوم لسيدة وأنيقة العواصم٠ من هنا كان قرارهم الصادم بحرق نخيل الطرقات التي زرعه (الكيزان) ..
هل علمتم لماذا أضحت كل الشوارع الرئيسية خرابًا ودمارا وتفكيكًا وتشويهًا؟!
ما نكتبه ياسادة يعبر عن قناعة راسخة بأن هؤلاء اليساريين لو استمروا في الحكم سنة أخرى لتحولت الخرطوم عاصمة جدباء بلقع تستحيل الحياة فيها لمخلوق٠
آن الأوان أن ينتبه الشعب السوداني كله لما يحيكه له أشقياء اليساريين من مؤامرات و دسائس إذ أنهم يجمعون كيدهم ويسعون في تحويل الخرطوم إلى عاصمة من القرون الوسطى تحت مزاعم أن الترف (برجوازية) لا تليق بالمناضل الثائر٠
ختاما يجب أن أذكر دوما بأن يتجنب المرء الجلوس بالقرب من أي يساري كي لا يحذيك ريحا منتنة فما وعرقا على حساب النضال الثوري الزيف٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى